فاجئنا منذ بضعة أشهر بمعرض عاد فيه الفنان إلى الإحساس بالطفولة, ببرائتها وتلقائيتها وبساطة الخطوط والألوان, وسرعان ما أخذته موهبته إلى الإنتقال لمرحلة جديدة, مكونة مما يقرب من ثلاثين لوحة. محيط رهام محمود الفنان أشرف الزمزمي منذ أن تخرج في كلية الفنون الجميلة ولم يتوقف عن الإبداع, اشترك في عدد كبير من المعارض الجماعية, كما أقام الكثير من المعارض الفردية, إلى أن ألتقينا به في معرضه الحالي الذي يستضيفه جاليري سلامة بالمهندسين, مع تجربة جديدة عن الأشخاص والطبيعة الصامتة التي تناولها الفنان برؤيته الخاصة, باستخدام الألوان الزيتية والسكينة. اهتم الزمزمي باللون الذي ظهر واضحا وصريحا في اعماله, ففي بعض اللوحات نرى كتلا لونية سقطت على الوجوه تحددت ملامحها في البعض, واختفت في البعض الآخر, لكنها ترجمت احاسيس وجدانية يستشعرها المتلقي فور وقوع عينه على اللوحة, وقد أوجد الفنان معادلة وعلاقة حميمة بين قوة الخطوط والألوان داخل العمل الواحد, فهو اتجة في مضمون أعماله إلى ما وراء المرئيات محاولا تجسيدها من خلال عناصر التشكيل المحكمة. ظهرت الطبيعة الصامتة في لوحاته تحمل سمات تجريدية مبسطة, تذكر المتلقي بالأساس الأكاديمي, حيث نرى عناصر التكوين وقد تجمعت على المائدة تحرك مخيلة المتأمل ليتفاعل معها ويرى أشياءا أخرى غير مباشرة, فبالرغم من أن الطبيعة الصامتة أخذت شكلها المادي إلا أننا نستشعر بوجود خيالات لاشخاص لم يقصدها الفنان, فالمساحات اخذت لونا من التدفق التعبيري الذي حمل سمات شبة رمزية. لاينتمي الفنان لمدرسة فنية واحدة, فقد تعددت الاتجاهات في اعماله من تعبيرية, واقعية, تجريدية, لكنه ينتمي لمدرسة خاصة به, فهو يقول أن المدارس الفنية جزء من التعليم الأكاديمي الذي ندرسة ونتشبع منه, ثم يتجة كل فنان لاسلوب ورؤية الخاصة به, التي تترجم ماضيه ورؤيته المستقبلية.