الرياض : أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خلال افتتاح المنتدى الرمضاني بتبوك أن الصيام اختبار لقدرة العبد ولإيمانه ولصدقه ولإخلاصه ولقدرته على التغلب لمشتهيات النفوس، جاء ذلك في كلمته التي القاها من خلال الهاتف في افتتاح المنتدى الرمضاني السابع التابع لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بتبوك. وتم افتتاح المنتدى بحضور الشيخ صالح الراشد رئيس مركز الدعوة والإرشاد بتبوك. وجاء في كلمة المفتي العام قوله: “أيها الأخوة الفضلاء في مدينة تبوك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والعون على كل خير في بداية الحديث: أشكر الله قبل كل شيء على نعمه وفضله وإحسانه ثم أشكره أن هيأ هذه الفرصة خلال هذه التقنية الحديثة ليتحدث المسلم مع إخوان له من خلال هذه الوسائل الحديثة وإن كنت أود وجودي بينكم، ولكن هذه الوسائل تؤدي شيئا من الواجب وما لا يدرك كله لا يترك كله. أيها الاخوة: المؤمن الذي حبب الله له الايمان يفرح بكل الطاعات بل كل وقت صلاة تحضر يفرح بها فيشتاق اليها ويهتم بها ويعتني بها، كل صلاة تحضر تراه مشتاقاً لها وقلبه معلقٌ بالمساجد وإن كان في بيته أو سوقه او مزرعته، لكن قلبه معلق بالمساجد متى حان وقت الصلاة رأيته مبادراً مسرعاً مهتماً ولذا قال الله فيهم (يسبحون له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله ) إنهم يتاجرون ويبيعون ويشترون ويأخذون ويعطون لكن إذا حان وقت الصلاة تركوا ما هنالك وأقبلوا على صلاتهم فلم تكن تجارتهم مشغلة لهم عن طاعة الله ولا مليهة لهم عن الخير ولا صادة لهم عن القيام بالواجب. المسلم يؤدي الزكاة فإذا جاء وقتها فرح بأدائها لانه يعلم أن الله يرضى في ذلك منه فهو يخرج الزكاة طيبة بها نفسه قارة به عينه يحبه لعلمه بأن الله يحب إخراجها ويحب اداءها ويثني على المزكين ويعدهم بالثواب العظيم، يأتي الحج فإذا كان ممن لم يحج فرضه تراه مشتاقاً لهذا الحج ساعياً له بكل ما اوتي من إمكانية، يأتي رمضان هذا رمضان الذي يأتي بالعام مرة يأتي شهر من خلال اثني عشر شهراً فترى المسلم إذا اقبل عليه رمضان فرح به واستأنس به وانبسط لقدومه بل تراه في شعبان يصوم أكثر الشهر أو معظم الشهر يصوم شعبان تحدياً يعني استئناساً ولقد فرض الله الصيام على هذه الامة وبين لهم الغاية من فرضه في قوله تعالى (لعلكم تتقون ). وهذا الصيام اختبار لقدرة العبد ولايمانه ولصدقه ولاخلاصه ولقدرته على التغلب مشتهيات النفوس، والمراد أن المسلم حقا من يعظم طاعة الله ومن يتغلب على هواه قال جل وعلا في كتابه العزيز (يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيما أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها أنما أنت منذر من يخشاها) والصوم امتحان للعبد في أوقات لا يطلع عليه فيها إلا الله سبحانه وتعالى فهو يعلم سره ونجواه قال تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) . وقال (فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) ان الله عز وجل قد خص هذا الشهر بخصائص عظيمة أعظمها تحقيق جانب التقوى وقوة التقوى في القلب الذي يؤثر في قيادة الجوارح. هذا وألقى الشيخ صالح الراشد رئيس مركز الدعوة والإرشاد بتبوك كلمة أكد فيها اهمية مثل هذه المناشط ومدى ما تلقاه من دعم ورعاية في هذه البلاد الطاهرة .