بغداد: تواصلت تداعيات الأزمة التي نشبت بين العراق والسعودية في أعقاب وصف رجل الدين السعودي محمد العريفي للمرجع الشيعي أية الله علي السيستاني ب"الزنديق الفاجر" ، حيث طالب عادل عبدالمهدي نائب الرئيس العراقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتدخل لمنع الإساءة للشيعة. وقال عبد المهدي في رسالة بعثها إلى العاهل السعودي ونشرها الثلاثاء المكتب الاعلامي للرئاسة العراقية" أود أن أشير إلى موضوع غاية في الخطورة الا وهو الإساءة المتعمدة من بعض أئمة الجمعة في المملكة ضد مسلمي العراق ولاسيما شيعة أهل البيت وكذلك الإساءة التي تجاوزت كل الحدود ضد مقام المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني السيستاني". ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن البيان العراقي "الأمر الذي يتطلب تدخل جلالتكم السريع في هذا الموضوع لاحتواء هذه الفتنة ولمنع تكرار مثل هذه الإساءات التي نرى أنها لا تخدم وحدة المسلمين". ومن جانبه ، شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هجوما حادا على المؤسسة الدينية السعودية بعد لقائه السيستاني في النجف أمس الاثنين قائلا: "اعتدنا الكثير من المؤسسة الدينية السعودية، ومن رجالها الذين يسمون أنفسهم بالعلماء، فهي ترتكب تجاوزات بشكل دائم كونها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا". وأضاف: "ينبغي أن تضبط المؤسسة هؤلاء، كما أن الحكومة السعودية تتحمل قسطا من المسؤولية. يجب عليها أن ترد على الذين يكفرون ويثيرون الفتن، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها هؤلاء للرموز الدينية والمرجعية الشيعية ". وتابع: "كان من الضروري زيارة السيستاني الذي عرف بحكمته ورأيه السديد في هذه المرحلة المهمة التي يواجه فيها العراق تحديات سياسية وامنية ،ويتجه لاستكمال بناء الدولة عبر الانتخابات ، مجددا الدعوة لجميع العراقيين للمشاركة في الانتخابات لانها حق ومسؤولية ،والتدقيق في اختيار المرشحين بعد اربع سنوات من التجربة واتضاح المواقف". وكان مجلس النواب العراقي قد أصدر بياناً وصف فيه ما جاء على لسان الشيخ العريفي بأنها تخرصات تشق وحدة الصف الإسلامي", داعياً الحكومة السعودية إلى إتخاذ "موقف واضح وصريح" منها، مطالباً في الوقت نفسه الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وإتحاد البرلمانيين الآسيوي، وهيئة رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء في العراق بإدانة واستنكار التصريحات التي وصفها ب"الطائفية" ومحاسبة كل من يدعو لها واعتباره من الخارجين عن القانون. وكان العريفي، إمام وخطيب جامع البواردي في الرياض، قال في خطبة الجمعة الماضي والتي كانت بعنوان "قصة الحوثيين"، إنهم خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية "أصروا على أن يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، لم يطلبوا أن يكون علماء كبار الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق". ورأى العريفي أن الشيعة عاونوا المغول خلال هجمات هولاكو في القرون الوسطى على الخلافة العباسية، كما هاجموا الحجاج في السعودية في الماضي والحاضر، كما لم يوفر شيعة السعودية من هجومه، قائلاً إنه لولا يقظة الأجهزة الأمنية لرأى الناس "من أفعالهم عجباً". واتهم العريفي الشيعة باضطهاد السنة في إيران، ومنعهم من بناء مساجد في طهران، كما اتهمهم بقتل أكثر من مائة ألف سني في العراق.