لندن: تبدأ اليوم الثلاثاء في لندن جلسات الاستماع العلنية للجنة التحقيق في حرب العراق ، وكيفية اتخاذ حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لقرار الحرب ثم كيفية تنفيذه وإدارتها لمسار العمليات وما تلاه من وجود عسكري لنحو ست سنوات. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ، ستستمع اللجنة المؤلفة من خمسة أعضاء إلى شهادة مسؤول استخباري وعدد من المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين البريطانيين. ومن المرتقب أن يمثل أمام لجنة التحقيق عدد من كبار المسؤولين البريطانيين في مختلف الميادين العسكرية والدبلوماسية والسياسية، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي يتوقع ظهوره امام اللجنة مطلع العام المقبل. وتنظر جلسة الثلاثاء في السياسة الخارجية البريطانية ازاء العراق في تلك المرحلة التي قادت إلى الحرب التي بدأت عام 2003 ، حيث تبدأ الجلسة بكلمة من رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت يسلط الضوء فيها على اليات عمل لجنته. ثم تتواصل جلسات الاستماع الى شخصيات من بينهم السير بيتر ريكيتس الذي كان على رأس لجنة الاستخبارات المشتركة ( JIC ) التي اشرفت على عمل الاجهزة الاستخبارية البريطانية المختلفة للفترة من 2000 الى 2001. ويركز التحقيق على فترة سنتين قبيل غزو العراق عام 2003 ليغطي مجمل الفترة من عام 2001 حتى عام 2009 الذي شهد انسحاب القوات البريطانية من العراق. ومن المتوقع ان يستمر التحقيق لأشهر ولن يظهر تقريره النهائي حتى موعد الانتخابات العامة القادمة في بريطانيا او بعدها. وكان اختيار اعضاء لجنة التحقيق من قبل رئاسة مجلس الوزراء قد اثار بعض الانتقادات حول استقلالية اللجنة عن الحكومة ، الا أن رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت قد وعد بأن التحقيق لن يحابي احدا على حساب الحقيقة. وستستمع اللجنة في جلسة يوم الاربعاء الى شهادة مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية عن مزاعم امتلاك نظام صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل. ومن المنتظر ايضا ان تستمع اللجنة الى شهادة السير جون سكارليت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات ام أي 6 والذي صاغ بوصفه رئيسا للجنة الاستخبارات المشتركة ( JIC ) في الفترة بين عام 2001 حتى عام 2004، ملف الحكومة المثير للجدل عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. وتسببت الحرب في مقتل 179 من عديد القوات البريطانية في العراق. وسبق هذا التحقيق تحقيقان رسميان اخران في حرب العراق، اذ كان تحقيق بتلر قد نظر في الفشل الاستخباري قبل الحرب، بينما فحص تحقيق هتن الظروف التي قادت الى موت الخبير السابق في وزارة الدفاع البريطانية ديفيد كيلي. وقال السير جون شيلكوت بأنه يامل في اكمال تقريره النهائي قبل نهاية العام القادم على الرغم من تحذيره من التحقيق قد يتأخر الى عام 2011.