محيط:تشير النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات مجالس المحافظات في العراق الى حصول تغيير كبير في الخريطة السياسية، بتقدم قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي وتراجع قائمة عبدالعزيز الحكيم، زعيم "المجلس الأعلى" في الجنوب وبغداد، وتقدم القوى العشائرية في المحافظات الغربية على حساب القوى السنية التقليدية، إضافة الى فوز الليبراليين في نينوى وتراجع الأكراد، وهو ما يمثل تعزيزا للسلطة المركزية على حساب اصحاب المشروع الفيديرالي. واعترف القيادي في "المجلس الأعلى" جلال الدين الصغير بتقدم قوائم المالكي، معتبراً ذلك تكريساً لحكم الاحزاب الدينية، ومبرراً تراجع حزبه الى ان الناخبين حملوا مجالس المحافظات وحدها مسؤولية مشاكلهم، واعتقادهم بأن الحكومة المركزية هي التي ستحقق الخدمات. رغم ان "المجلس" اصدر بياناً أمس أكد انه ما زال قوياً بعد الانتخابات، وانه راض عن نتائجها. وكان "المجلس" يسيطر على معظم المحافظات الجنوبية، منذ الغزو الأميركي عام 2003،لكن، وعلى رغم أن النتائج الرسمية للانتخابات لن تعلن قبل أيام، فإن المؤشرات الأولية تؤكد تقدم قوائم المالكي في هذه المحافظات، إضافة الى مدينة الصدر (شرق بغداد). وسيمثل فوزه في هذه المدينة وفي الموصل، إذا تأكد، تحولاً غير عادي، فقبل أقل من عام كانت المنطقتان تحت سيطرة مقاتلي "جيش المهدي" الموالي للصدر وأخرجهم منهما بحملة عسكرية قتل فيها المئات. كما يمثل هذا الفوز انتصاراً لدعوة المالكي الى تعزيز السلطات المركزية على حساب اصحاب المشروع الفيديرالي الذي يدعو إليه الأكراد والحكيم، فضلاً عن فشل القوى الدينية التي تجاهر باستخدام الرموز والشعارات الشيعية في الحملات الانتخابية ك "المجلس الأعلى"، كما يعكس هذا الفوز أيضاً رفضاً للسياسات الطائفية والدينية بعد سنوات من إراقة الدماء بين الغالبية الشيعية في العراق والأقلية السنية، كما يعني أن العراقيين يكافئون المالكي الذي نجح في تحقيق الأمن الى حد كبير في البلاد. وفي مقابل تقدم قوائم المالكي وتراجع الحكيم تضاربت المعلومات عن موقف "الحزب الاسلامي" الذي سيطر بدوره على مجالس المحافظات في المدن الغربية "السنية" للسنوات الماضية، وأبرزت النتائج الأولية فوز العشائر والصحوات الى جانب "الحزب"، خصوصاً في محافظة الانبار. وفي محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، تضاربت المعلومات أيضاً حول نتائجها، ففي حين أعلن اثيل النجيفي فوز قائمته "الحدباء" بثلثي المقاعد ذكرت مصادر أخرى ان قائمتي "الحزب الاسلامي" و "التحالف الكردستاني" حصلتا على نحو نصف أصوات مجلس المحافظة فيما احتل النصف الآخر مستقلون وقوى ليبرالية وقومية في مقدمها قائمة "الحدباء".