بغداد : وصل السناتور جون ماكين مرشح الجمهوريين الى الانتخابات الرئاسية الامريكية في زيارة مفاجئة للعراق ، وذلك قبل يومين من موعد جولته إلى الشرق الأوسط وأوروبا في محاولة لترسيخ صورته كرجل دولة . ويسعى ماكين إلى الوقوف بنفسه على أثر استراتيجية زيادة القوات الامريكية في العراق، وهو الاقتراح الذي أيده بقوة وتتوقف عليه طموحاته في الوصول إلى البيت الأبيض. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن محللين :" الزيارة تعتبر بمثابة إعداد خارجي لماكين وايضا خطوة تهدف إلى دعم موقفه لدى الناخبين الامريكيين على الصعيد الخارجي". وكان ماكين قد قال في نيو هامبشير الأسبوع الماضي انه سيستمع إلى قادة العراق والجنرالات الامريكيين بغرض صياغة السياسات ذات الصلة، إلا ان زيارته تدعم الرسالة التي ظل يرددها خلال حملته: "إننا نحقق نجاحا في العراق". ومنذ سنة يعتبر ماكين واحدا من ابرز مؤيدي استراتيجية الرئيس جورج بوش التي تقضي بارسال تعزيزات تعد بالالاف من الجنود الامريكيين. ويشدد ماكين على ضرورة بقاء القوات في العراق حتى يصبح قادرا على ادارة شؤونه بنفسه حتى لو ان هذا الموقف قد يكلفه غاليا في نوفمبر /تشرين الثاني موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية. وسيتوجه ماكين إلى الاردن واسرائيل وبريطانيا وفرنسا على رأس وفد من لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ ، وسيلتقي العاهل الاردني الملك عبدالله ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويؤكد محللون إن قادة إسرائيل والأردن وفرنسا وبريطانيا سيتعاملون بجدية مع زيارة ماكين ، بوصفه رئيسا محتملا للولايات المتحدة، وسيحاولون التوصل إلى معرفة ما إذا ستكون سياساته مماثلة لسياسات جورج بوش. ويقود ماكين الوفد بصفته عضوا كبيرا في مجلس الشيوخ في بعثة تقصي حقائق، وليس كمرشح لمنصب الرئاسة ، ولن يسافر معه أي من المساعدين السياسيين، كما انه تعهد بعدم مناقشة الحملة. ويعتزم ماكين عقد حملة جمع تبرعات في لندن يوم الثلاثاء وستدفع الحملة نفقات المساعدين الذين يشاركون في الحملة. ويعتقد الاستراتيجيون ان صورة ماكين وهو يقف بجوار قادة العالم في العواصم العالمية ستدعم واحدة من أهم نظريات الحملة: وهي ان ماكين وحده يملك الخبرة والعلاقات في مجال السياسة الخارجية ليصبح رئيسا. ويأمل الجمهوريون في ان تؤدي الجولة الى توضيح "الهوة" بين ماكين ومنافسيه في الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك اوباما. وكانت رحلة ماكين للخارج مقررة بعد الانتخابات التمهيدية الكبرى التي عقدت في 4 فبراير/ شباط الماضي، إلا انه اجّلها بسبب الانتخابات.