بغداد : آثار مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الذي يفتتح اليوم الثلاثاء في مدينة أربيل حالة من الانقسام بين الدول العربية ، بعد أن رفض العراق الذي لم يشهد أي تجمع عربي منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 تحفظ ليبيا وسوريا على حضور المؤتمر . وشن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني هجوما عنيفا على ليبيا، متهما اياها بدفع اموال مقابل اعمال ارهابية ، فيما ترددت أنباء ان الرئيس العراقي قرر التغيب عن القمة العربية وإيفاد رئيس الوزراء نوري المالكي بعد تحفظ سوريا على حضور البرلماني العربي. وحسبما ذكرت جريدة "القبس" الكويتية ، امتنعت ليبيا عن المشاركة في مؤتمر لاتحاد البرلمانيين العرب بذريعة وقوع العراق تحت الاحتلال ، وقال المشهداني :"نحن ربما بنظر الليبيين دولة محتلة لكننا لم ندفع اموالا مقابل عمل ارهابي". واضاف:" نحن نطلب من النظام الليبي ان يساعد الشعب العراقي على التخلص من الاحتلال اذا كان فعلا يعتقد بأننا دولة محتلة فعلية أن يقطع علاقاته بكل الدول التي تحتل العراق، لا ان يغازلها او يكسب ودها". ومن المتوقع أن يقدم مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ورقة عمل تطالب الدول العربية لمشروعه التنموي والنهضوي الجديد، والتأكيد علي خيارات الشعب العراقي، وان يتفهموا ان العراق بلد مستقل، ولا يجب التدخل بشؤونه الخاصة . ومن جانبه ، قال نور الدين بوشكوج الامين العام للاتحاد البرلمانيين العرب :"اعضاء اتحاد البرلمانيين العرب سيشاركون في المؤتمر والحضور سيكون في مستوى جيد جداً باستثناء ليبيا". واوضح ان ليبيا امتنعت عن الحضور بذريعة ان :"العراق يعيش تحت الاحتلال في حين تتغيب جيبوتي وجزر القمر بسبب ظروف مادية". واضاف بو شكوج هناك رؤساء برلمانات المغرب والجزائر وموريتانيا والسودان وفلسطين والاردن وقطر والبحرين والكويت والامارات العربية المتحدة سيشاركون، اما الاخرون فيسمثلهم نواب رؤساء البرلمات وهذا تمثيل رفيع جداً. وتابع ان اقليم كردستان ومجلس النواب العراقي اتخذا كل الاجراءات والاحتياطات من اجل استضافة المشاركين في افضل الظروف. واشار بوشكوج الى اهمية المؤتمر نظرا للظروف والمكان، كما ان جدول الاعمال يتضمن العديد من القضايا التي تهم العالم العربي والاستقرار في المنطقة. وذكر ان اعضاء الاتحاد كانوا قد وافقوا على عقد المؤتمر الثالث عشر في العراق تاركين قرار اختيار المكان لمجلس النواب العراقي. الخرافي يزور العراق للمرة الأولى منذ 1990 وكان قد توجه رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي الى أربيل على رأس الشعبة البرلمانية للمشاركة في الدورة ال50 لمجلس الاتحاد البرلماني العربي ، وهذه اول زيارة لبرلمانيين كويتيين الى العراق منذ الغزو العراقي للكويت العام 1990. ويضم الوفد المرافق النواب وليد الطبطبائي وخضير العنزي وسعد الشريع وعلي الدقباسي اضافة الى مسؤولين برلمانيين. ونقلت وكالة الانباء الكويتية" كونا" عن الخرافي قوله :"ان عقد اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في العراق يؤكد ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح في رحلة الديموقراطية والاستقرار المطلوب". واضاف :"من واجبنا نحن العرب ان نجتمع في العراق ونشيد بالنظام الديمقراطي الذي يحكمه بعد اندحار النظام الصدامي ونتمنى لاخواننا العراقيين التوفيق والاستقرار". المشهداني : اختيار أربيل صائب واعتبر رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني ان اختيار اربيل مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي سببه الاوضاع الامنية في بغداد. واضاف :"كان الاختيار صائبا ودقيقا لكي نعطي واضحة لكل من يشك في العراق الجديد وكل من يريد ان يعترف به هذا خيار عراقي يجب ان يحترم واربيل من العراق الذي هو جزء من محيطه العربي والاسلامي". وتزامن مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي مع اعلان العراق ان رئيس الوزراء نوري المالكي سيرأس وفد بلاده الي القمة العربية في دمشق اواخر الشهر الجاري. وقد اكد في بغداد ياسين مجيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء أن المالكي سيترأس الوفد العراقي إلي مؤتمر القمة العربية التي ستعقد في دمشق آواخر الشهر الحالي، وأن عددا من الوزراء سيكونون ضمن الوفد . واشارت مصادر اعلامية عراقية مقربة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني الي انه لن يشارك في مؤتمر القمة العربية القادم في سورية، بسبب انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية، ولا سيما التغييرات التي من المنتظر أن تجري علي التشكيلة الحكومية، والتي تحتاج إلي حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية. ويأتي موقف الرئيس الطالباني بعد تحفظ الحكومة السورية عن المشاركة في أعمال مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب.