واشنطن : أعرب الديموقراطيون عن رفضهم لخطة الرئيس جورج بوش الجديدة المتمثلة في سحب عدد محدود من القوات الأمريكية في العراق بدءاً من نهاية الشهر الجاري، موجهين الاتهام إله بخوض حرب لا نهائية وبتحويل قوات بلاده إلى رهائن بيد القادة العراقيين. وقال راديو "سوا" إن الحزب الديمقراطي طالب بوش بوضع سياسة جديدة في العراق، معتبرا أن الإستراتيجية الحالية "خاطئة تشغل الاهتمام والموارد المخصصة لمكافحة شبكة أسامة بن لادن". وأوضح السناتور جاك ريد العسكري السابق أن خطة إدارة بوش تعني الإبقاء على وجود عسكري بلا نهاية وبلا حدود في العراق، مؤكداً أن الرئيس فشل مرة جديدة في تقديم خطة لإنهاء الحرب أو ذكر سبب مقنع لمواصلتها. كما انتقد السناتور الديمقراطي السابق جون إدواردز، تشديد الرئيس بوش على ربط الحرب في العراق بهجمات سبتمبر/أيلول، معتبرا أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة هو لعب دور الشرطي لمنع وقوع حرب أهلية في العراق. واعتبر إدواردز المرشح إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، أن الخطر الجدي مصدره "الإرهاب الإسلامي"، متعهدا بتسخير كل إمكانياته لملاحقة "الإرهابيين" في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، على حد قوله. من جهته، قال السناتور باراك اوباما أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إنه "حان الوقت لإنهاء حرب ما كان يجب أن تبدأ". أما السناتور ادوارد كينيدي فقد رأى أن الرئيس بوش حول القوات الأمريكية إلى رهائن لدى القادة العراقيين الذين لم يظهروا حتى الآن أي رغبة في اتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لإنهاء الحرب الأهلية في العراق. في المقابل، اعتبر السناتور جون ماكاين أحد أبرز مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة، أن خطاب الرئيس بوش كان جيدا، معربا عن استغرابه من ردود فعل الديموقراطيين حيال النجاح الذي تحقق في العراق منذ بدء الإستراتيجية الجديدة. وقال ماكاين : "بعد أربع سنوات من الفشل في ظل إستراتيجية الوزير رامسفيلد، التي كانت كارثية، كما أشار العديد منا سابقا، إلا إنني أعتقد أن الخطاب كان جيدا وأن الشعب الأمريكي قد بدأ يقدر التقدم الذي أنجزناه كما أعتقد انه إذا استمرينا في إستراتيجيتنا فإننا سننجح" على حد قوله. وكان بوش قد أعلن في خطاب تلفزيوني مساء الخميس موافقته على توصيات الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق، بسحب 5700 جندي من العراق بدءاً من نهاية الشهر الجاري وحتى عيد الميلاد بالإضافة إلى تخفيض الألوية المقاتلة من 20 إلى 15 لواء بحلول شهر يوليو/تموز المقبل. وقال بوش إن على الأمريكيين أن يتفقوا على أن من مصلحتهم هزم "الإرهاب" وتوفير السلام في الشرق الأوسط وتعزيز القدرات العسكرية لبلدهم، داعيا أعضاء الكونجرس إلى الانضمام إليه في دعم توصية الجنرال بتريوس بسحب القوات من العراق، على حد قوله. كما طلب الرئيس بوش من الشعب العراقي الضغط على حكومته لإتمام المصالحة، في حين طالب جيران العراق بدعم الحكومة العراقية، مذكرا بأن "المتطرفين" الذين ينتهجون سبيل "العنف" والذين اتخذوا من العراق هدفا لهم يستهدفون شعوب هذه الدول أيضا. وأضاف "الدعم يعني استعمال مواردكم المالية والاقتصادية والسياسية لدعم الحكومة في بغداد، ويعني أيضا وجوب وقف جهود سوريا وإيران في تقويض الحكومة العراقية".