سرقة 8 مليارات دولار وهروب رئيس هيئة النزاهة محيط - وكالات عواصم: قبل أسبوعين من التقرير الذي سيقدمه قائد قوات الاحتلال ديفيد باتريوس للكونجرس الأمريكي لتقييم أداء القوات الأمريكية واحتمالات انسحابها من العراق، كشفت مصادر صحفية النقاب عن سرقة 8 مليارات دولار من صندوق اعمار العراق بتواطؤ مع السفارة الأمريكية في بغداد، ومساعدتها لرئيس هيئة النزاهة راضي الراضي المتهم بالفساد في الهرب الى الولاياتالمتحدة . يأتي ذلك بعد ساعات من كشف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن هروب رئيس هيئة النزاهة القاضي راضي الراضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية اتهامه بعدد من القضايا. ونقلت وكالة أصوات العراق عن المالكي قوله في مؤتمر صحفي عقده ببغداد:" كنا قد اصدرنا قرارا بمنع سفره، وكان قد توجه سابقا الى المطار وعاد، لكنه تمكن من السفر الى امريكا". وأوضح المالكي أن " لجنة النزاهة في مجلس النواب كانت قد استدعت القاضي راضي الراضي قبل أكثر من ثلاثة أشهر ووجهت له جملة من الاتهامات"، وكشف المالكي أن الراضي كان قد قدم طلبا للتقاعد لكنه قال " نعم قد نقبل تقاعده لكن لن يكون بعيدا عن متابعتنا وملاحقتنا؛ لمحاكمته عن التهم التي لم يتمكن من الإجابة عنها" . العراق اولا وبعد يوم من زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلنت الحكومة العراقية البدء بتنفيذ إستراتيجية جديدة للأمن القومي تحمل اسم "العراق أولا"، تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي إلى البلاد، وذلك غداة الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش للعراق أمس. وقال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي في مؤتمر صحفي عقده ببغداد لهذه الغاية إن الإستراتيجية الجديدة تمثل سياسة الحكومة في تحقيق المصالحة الوطنية، ودرء التهديدات والمخاطر وآليات مواجهتها، وستطبق ابتداء من اليوم وتستمر حتى العام 2010. وأشار الربيعي إلى أن الخطة تعتبر خريطة طريق للوزارات، وستعمل "من أجل إعادة بناء العراق وازدهار شعبه، وتهتم في بناء القوات المسلحة، وإعداد الكوادر التي سيكون ولاؤها للعراق أولا". وحسب الربيعي فإن فريق عمل من 23 متخصصا قاموا بعقد اجتماعات متواصلة طيلة ثلاثة أشهر لوضع هذه الإستراتيجية، نافيا أن تكون هناك علاقة بين زيارة بوش والإعلان عنها. وفيما يتعلق بالدور الأميركي في الإستراتيجية، قال إن العراق لديه علاقة تحالف وتنسيق وتعاون مع أميركا، مشيرا إلى أن الإستراتيجية أخذت بعين الاعتبار التطلع لعلاقات طويلة الأمد في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وبدوره قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان وزع على الصحفيين إن الإستراتيجية تهدف لبناء عراق ديمقراطي اتحادي يستند إلى إستراتيجية واضحة هي إستراتيجية الأمن القومي. لا بديل ورغم الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي لسياسة المالكي بعيد مغادرته بغداد ومطالبته له ببذل المزيد من الجهد لتحقيق التقدم في العملية السياسية، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية أن زيارة بوش أمس للعراق تعني أنه لا يوجد بديل عن حكومة المالكي. وقال علي الدباغ في تصريحات صحفية "هناك دعم لهذه الحكومة في جهودها للاستقرار، والتفكير في بدائل لها ضرب من الخيال"، مؤكدا أن الوضع الأمني في العراق شهد تحسنا من خلال تعاون الحكومة مع القوات متعددة الجنسيات. ويناقش مجلس النواب العراقي اليوم في جلسة من المتوقع أن تكون ساخنة قانون النفط العراقي الذي يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية العراقية. تراجع بوش بدوره قدم جورج بوش أثناء زيارته المفاجئة لبغداد أمس، أول تراجع علني في موقفه بشأن حجم القوات الأميركية في العراق. فلأول مرة اعتبر بوش أن الخوض في هذا الموضوع ليس محرما، وقال إن التقدم على الساحة الأمنية في العراق يفتح المجال للتفكير بسحب جزء من القوات الأميركية، لكنه ترك حسم هذه المسألة بناء على التقرير الذي سيقدمه في الأيام القادمة كل من قائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس والسفير الأميركي هناك ريان كروكر.
وحاول بوش أن ينفي أن تكون ضغوط الكونغرس عليه لخفض عدد القوات في العراق هي التي قد تدفعه لاتخاذ قرار كهذا، مؤكدا أن القرار مرتبط بتقييم الوضع الأمني. واعتبر بوش أثناء لقائه عددا من قيادات العشائر العراقية أن الوضع الأمني الراهن في محافظة الأنبار دليل على نجاح قوات بلاده في إرساء الأمن في البلاد التي تعيش حالة من الفوضى الأمنية منذ غزتها قواته في مارس/ آذار 2003. انسحاب بريطاني وفي وقت سابق أكملت القوات البريطانية انسحابها من آخر القواعد العسكرية في البصرة، للتمركز في ثكنة عسكرية في مطار المدينة، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ان الانسحاب البريطاني النهائي من البصرة يجب أن لا يعتبر هزيمة، وقال براون في حديث متلفز: إنها عملية مخطط لها وعبارة عن انتقال منظم من قصر البصرة الى مطار البصرة، واعدا بأن البريطانيين سيتقيدون بالتزاماتهم تجاه العراقيين وتجاه الاممالمتحدة.
واضاف براون: ما يجري بشكل اساسي هو الانتقال من موقع كان لنا فيه دور قتالي في اربع محافظات الى اعتماد الاشراف، وهذا يعني بأننا سنكون قادرين على التدخل من جديد اضافة الى القيام باعمال تدريب، واعتبر انه حسب الوضع الجديد فإن القوات البريطانية ستكون قادرة على التدخل من جديد في بعض الظروف، مضيفا: إن الهدف هو نقل ادارة الامن من الجيش البريطاني الى قوات الامن العراقية. واضاف: إن عدد الجنود سيبقى بالاجمال على حاله في الوقت الحاضر، وتابع براون: أنوي الادلاء بكلمة امام مجلس العموم حول ما يجب علينا القيام به في المستقبل، وكان متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، قد اعلن أن انسحاب القوات البريطانية من القصر الرئاسي في البصرة، تم بنجاح وانتهى عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش من صباح اليوم الاثنين. وكان مصدر أمني عراقي في محافظة البصرة، اكد في وقت سابق اليوم، استكمال قوات الاحتلال البريطاني انسحابها من قواعدها من وسط مدينة البصرة، وقال المصدر: استكملت اليوم القوات البريطانية انسحابها من قواعدها في القصور الرئاسية في منطقة البراضعية وسط البصرة، وسلمتها الى السلطات العراقية، وأضاف: إن تلك القوات توجهت الى قاعدة خارج محافظة البصرة بحوالي 25 كيلومترا غربي المدينة، حيث تتواجد الآن في منطقة الشعيبة التي يقع فيها مطار البصرة الدولي. وكان أكثر من 500 جندي بريطاني يتواجدون في قصر الرئيس المخلوع صدام في البصرة, ثاني مدن العراق، وكانت الحكومة البريطانية قد قررت تخفيض عدد قواتها في العراق من 7500 جندي الى حوالى 5500.