الجزائر: طالبت الأربعاء، كل من اللجنة الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وزارة العدل برصد ميزانية خاصة لتحسين قيمة الوجبات الغذائية التي تقدم للمساجين خلال شهر رمضان المقبل . ووفقا لما ورد بجريدة "الخبر" شدّدت المنظمات الحقوقية المذكورة على ضرورة إعطاء أهمية كبيرة لملف إطعام المساجين، خاصة وأن موسم رمضان يحلّ هذا العام في عزّ الصيف وفي درجات حرارة قياسية تتضاعف داخل المؤسسات العقابية بفعل الاكتظاظ الرهيب الذي يُميز الزنزانات وقاعات الاحتباس . وأفاد بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بأن هيئته توجه نداء مستعجلا إلى السلطات العمومية من أجل حملها على تقديم وجبات كافية وذات قيمة غذائية تسمح للمحبوسين بتحمل مشقة الصيام باعتبار أن توفير الغذاء اللائق والصحي من مسئولية الدولة الكاملة ويدخل ضمن أبسط الحقوق المكفولة للمساجين أثناء تأدية العقوبات المسلطة عليهم، علما أن جانبا معتبرا منهم موقوفون في إطار التحقيقات القضائية التي تتطلبها متابعاتهم . وتأسف رئيس الرابطة بشدة على واقع التغذية المضمون في السجون الجزائرية، حيث من خلال احتكاكنا الدائم بالمساجين في الميدان تأكدنا من محدودية الوجبات الغذائية التي تقدم لهم نوعا وكمّا بدليل أن السواد الأعظم منهم يعتمدون على القفف التي تدخل لهم بصفة أسبوعية من لدن عائلاتهم بالرغم من أن هناك عائلات فقيرة لا تقوى على تحمّل هذه النفقات الإضافية، فضلا عن استحالة استفادة كل المحبوسين من هذه الأطعمة العائلية بسبب مشكل بعد مسافة المؤسسات العقابية . وذكر بوشاشي بأنه من المحزن جدا أن يتم تحسين الوجبات الغذائية أثناء الزيارات التفقدية التي تقوم بها بعض المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر للتعرف على أوضاع الاحتباس ليتم العودة إلى النظام القديم بمجرد انتهاء هذه الزيارات . من جانبه اعترف فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان التابعة لرئاسة الجمهورية بسوء التغذية المضمون للمساجين بالرغم من المجهودات التي تبذلها وزارة العدل في إطار تحسين الوجبات، مطالبا الجهات المسؤولة بتوفير ميزانية إضافية أثناء شهر رمضان المقبل تخصص لرفع مستوى الأطعمة والمشروبات التي تقدم لأكثر من 55 ألف سجين . وجدّد قسنطيني مطالبته الجهات الوصية باتخاذ تدابير مستعجلة لتوفير التكييف الهوائي والمياه الصالحة للشرب لجميع المساجين المتوزعين عبر مختلف المؤسسات، خاصة في الزنزانات التي تضم 70 و80 مسجونا في ظروف جد مزرية تفاديا لأية حوادث محتملة بالنظر إلى الظروف المناخية الاستثنائية الراهنة والاكتظاظ الرهيب الذي يميّز السواد الأعظم من السجون المتشبعة بأكثر من ضعف طاقتها الاستيعابية .