القدس المحتلة:أعلن مصدر مسؤول في الحكومة الإسرائيلية اليوم الجمعة إن إسرائيل يمكن أن تجمد نشاطها الاستيطاني لفترة تصل إلى تسعة أشهر او نحو ذلك في اطار الجهود الامريكية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين قوله:" ستوافق اسرائيل على تمديد التجميد لاكثر من ستة اشهر ربما تسعة اشهر ولكن لأقل من عام." وكان قد بدأ مسؤولون أمريكيون واسرائيليون اجتماعا ثالثا في القدس اليوم الجمعة في محاولة للتوصل لاتفاق حول تجميد المستوطنات في الضفة الغربية مما يمهد لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. والتقى جورج ميتشل المبعوث الخاص للرئيس الامريكي بارك أوباما في الشرق الاوسط مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لانهاء مأزق واضح بعد اجتماعين سابقين بينهما خلال زيارة ميتشل الحالية للمنطقة. وقرر الاثنان تمديد المباحثات بينهما مما ترك الباب مفتوحا امام امكانية عقد اجتماع الاسبوع المقبل بين أوباما ونتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذين سيشاركون جميعا في دورة الجمعية العامة للامم المتحدة. لكن الفشل في ترتيب لقاء ولو غير رسمي بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني سيكون انتكاسة لاوباما الذي يحاول انتزاع قرار تجميد البناء في المستوطنات من نتنياهو واستئناف محادثات السلام. وقال دبلوماسيون ومسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون في وقت سابق من الاسبوع الحالي ان عقد اجتماع ثلاثي بشكل ما في نيويورك يبدو محتملا وقد يشير الى استئناف شكل من اشكال "عملية السلام" لكن دون حل لاي من القضايا الاساسية. واشترط عباس وقف البناء في المستوطنات وفقا لما تنص عليه خطة "خارطة الطريق" التي تمهد الطريق لاقامة دولة فلسطينية حتى يمكن استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل. لكن مساعدا لعباس قال ان الرئيس الفلسطيني سيصعب عليه رفض طلب من أوباما بلقاء نتنياهو وذلك على الرغم من ضغوط حلفاء لعباس في حركة فتح يرون أن تقديم اي لفتة لاسرائيل دون وقف المستوطنات سيصب في مصلحة حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتسيطر حماس على قطاع غزة الذي يريد الفلسطينيون أن تشمله دولتهم المستقبلية مع الضفة الغربية. وكشفت الصور التي التقطت في اخر اجتماع بين نتنياهو وميتشل الكثير حين أدار نتنياهو ظهره لميتشل بعدما صافحه ببرود ودون أن يوجه اليه كلمة واحدة دخل مكتبه تاركا وراءه المبعوث الامريكي ليتبعه. ويحاول ميتشل التوصل لاتفاق مع نتنياهو العنيد الذي يرفض دعوة أوباما لوقف البناء في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالشرقية العربية مما أحدث أكبر صدع في العلاقات الامريكية الاسرائيلية منذ عشر سنوات. وقال ميتشل للصحفيين في القاهرة يوم التقى الرئيس المصري حسني مبارك "الولاياتالمتحدة تطالب جميع الاطراف - الاسرائيليون والفلسطينيون والدول العربية - بتحمل مسؤولياتها ازاء السلام من خلال تحركات ملموسة تساعد في ايجاد سياق ايجابي لاعادة اطلاق المفاوضات." والتقى ميتشل أيضا مع العاهل الاردني الملك عبد الله امس الخميس في عمان. ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن العاهل الاردني قوله لميتشل ان هناك حاجة للحيلولة دون أي مخطط اسرائيلي يستهدف تعطيل اطلاق مفاوضات السلام بفرض الامر الواقع والاستمرار في بناء المستوطنات والاجراءات الاحادية التي تقوض فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. ويأمل الاردن وحلفاؤه من الدول العربية المؤيدة للولايات المتحدة مثل السعودية ومصر في أن يتمكن الرئيس الامريكي من مواصلة الضغط على اسرائيل من أجل تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وهي خطوة يشترطها العرب لاستئناف المفاوضات. ويريد أوباما أيضا أن تتخذ الدول العربية خطوات باتجاه الاعتراف باسرائيل لكنها تحجم عن ذلك حتى الان. ويعيش نحو 500 ألف اسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس العربية الشرقية التي احتلتها اسرائيل خلال حرب 1967 بجانب نحو ثلاثة ملايين فلسطيني. وتصف المحكمة الدولية المستوطنات بأنها غير شرعية ويقول الفلسطينيون انها قد تحول دون حصولهم على دولة قابلة للبقاء.