حشود كبيرة في استقبال السفينتين الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ يونيو 2007 ، أدى إلى وفاة نحو 250 مريضا ، فيما أصبح أكثر من 80 في المائة من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون ونصف تحت خط الفقر و65 في المائة عاطلون عن العمل . محيط - جهان مصطفى كما يعيش أكثر من مليون شخص على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإنسانية ، ولا تصل مياه الشرب البيوت سوى يومين في الأسبوع والكهرباء دائما مقطوعة ، بالإضافة لنقص حاد في الدواء والغذاء والوقود. واحتجاجا على صمت المجتمع الدولي تجاه تلك المأساة ، أبحرت سفينتا "الحرية" و"غزة الحرة" في 22 أغسطس 2008 من قبرص باتجاه غزة وعلى متنيهما نحو 46 ناشطا في مجال حقوق الإنسان من 17 جنسية ، في رحلة بدأ الإعداد لها منذ عامين في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع. الرحلة أشرفت عليها حركة "غزة حرة" وكانت قد تأسست قبل عامين في كاليفورنيا بالولايات المتحدة ، وتضم مدافعين عن حقوق الإنسان وعاملين بالمجال الإنساني وصحفيين من جنسيات غربية مختلفة. من بين المشاركين على متن السفينتين شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، راهبة أمريكية في ال81 من العمر، ثلاثة نواب أوروبيين ، لاجيء فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية ، أحد الناجين اليهود من محرقة الهولوكوست ، بالإضافة إلى نشطاء سلام وشخصيات من جنسيات مختلفة وصحفيين مجهزين بخدمات النقل التليفزيوني المباشر ، وأعضاء منظمات حقوقية إسرائيلية. ومنذ أن كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في مطلع أغسطس عن الرحلة ، وحكومة إسرائيل تحذر السفينتين من الاقتراب من المياه الإقليمية لقطاع غزة ، واصفة تحرك الناشطين بأنه استفزازي يدعم جماعة وصفتها بالإرهابية ، في إشارة لحماس . وفي المقابل ، أكد ركاب "الحرية" و"غزة الحرة"، إصرارهم على الإبحار تجاه غزة لكسر الحصار المفروض على أكثر من مليون ونصف شخص ، وقالت غرينا مارلين :" نبحر إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عنها، نحن من 17 دولة اجتمعنا لفتح ميناء غزة على العالم ورفع الظلم عن الفلسطينيين". واستطردت تقول :" بعد نجاح المحاولة الأولى ، فإن القائمين على حملة غزة حرة سيقومون بمحاولات في المرات القادمة" ، مشيرة إلى أنهم سيتركون سفينة على شواطئ غزة ويعودون بالأخرى . وفي السياق ذاته ، أعلن فاغاليس بسياسي الذي يملك سفينتي "الحرية وغزة الحرة"، أن مهمة حملة "غزة حرة" هى الدفاع عن حقوق الإنسان ورفع الظلم عن سكان قطاع غزة المحاصرين ، مشيرا إلى أن السفينتين تحملان مساعدات طبية للأطفال الصم في غزة، بالإضافة لبعض المساعدات الغذائية . الناشطة البريطانية هيلاري سميث أكدت هى الأخرى أن ناشطي السلام كانوا مستعدون للبقاء لعدة أسابيع أو أكثر في حال عرقلت إسرائيل دخولهم ، كما عقب أحد المنظمين الإسرائيليين للرحلة جيف هالبر ، قائلاً: "هذه ليست برحلة رمزية واحدة ، الفكرة هي أننا عندما نصل إلى غزة فسنكون قد كسرنا الحصار". وفي استعراض للصعوبات التي واجهت الرحلة ، أعلن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن قطاع غزة جمال الخضري أن رحلة سفينتي كسر الحصار تعرضت لحقل ألغام بحري تم تجاوزه بنجاح ، كما تعطلت أجهزة الملاحة وخدمة الإنترنت بهما ، وواجهتا أمواجا عاتية تسببت بإصابة عدد من المتضامنين بحالات دوار وإغماء . وشدد الخضري على تزايد وتصاعد وتيرة التضامن الدولي وخاصة الشعبي مع الشعب الفلسطيني، موضحا أن هذا التضامن يزيد الأمل لدى جميع الفلسطينيين بالحرية وفك الحصار. ومنذ الإعلان عن إقلاع السفينتين من قبرص ، نظم آلاف الفلسطينيين في غزة احتفالات شعبية كبيرة وقضوا ليل 22 أغسطس على شواطيء القطاع ، كما خرجت عشرات القوارب الفلسطينية لاستقبالهما وللتعبير عن الشكر والتقدير لمن تحدوا المخاطر وحضروا تضامنا ومؤازرة للشعب الأعزل المحاصر.