القاهرة: في محاولة منه لطمأنة الفلسطينيين، أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم السبت عن "التزامه الكامل" بالتوصل إلى اتفاق بينهم وبين إسرائيل بنهاية العام. وقال بوش إنّ "قلبي ينفطر عندما أرى إمكانيات الشعب الفلسطيني بصدد الإهدار" وذلك في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما في مقر إقامة بوش بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر. وقال بوش في لهجمة مطمئنة للفلسطينيين، إنّه "ملتزم بحلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث أنّ الاتفاق سيكون فرصة لإنهاء المعاناة في الأراضي الفلسطينية"، وانعقد المؤتمر الصحفي بعد أن اجتمع بوش وعباس لنحو الساعة، قبل أن يعودا لتناول العشاء وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض. وتأتي المحادثات في أعقاب زيارة استغرقت يومين، قام بها بوش لإسرائيل، أين حضر احتفالاتها بالذكرى ال60 لتأسيسها وتميّزت بخطاب ألقاه في الكنيست، خلّف ردود فعل لدى أوساط عربية اعتبرت أنّه تجاهل الفلسطينيين حيث لم يقم بزيارة أي من أراضيهم زيادة على تجنبه ذكرهم في خطابه باستثناء مرة وحيدة قال فيها إنّه من المنتظر أن تحتفل إسرائيل بالذكرى ال120 لتأسيسها-أي عام 2068- وهي مجاورة لدولة فلسطينية مستقلة. وكانت انتقادات في صحف مصرية، في استقبال بوش عند حلوله بمصر، من ضمنها مقالات تضمنتها جريدة الأهرام، الحكومية واسعة الانتشار، قال في أحدها الكاتب مرسي عطاء الله إنّ بوش لا يفعل شيئا باستثناء ترضية إسرائيل، غير أنّ عبّاس حيّى التزام بوش في المحادثات التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني للمرة الأولى بعد سبع سنوات. وقال عباس "نعرف جيدا أنّكم وبصفة شخصية، وكذلك إدارتكم، ملتزمون بالتوصل إلى سلام قبل نهاية 2008"، وأضاف "نحن نعمل جاهدين وبصفة جدية على أمل أن نكون قادرين على بلوغ هذا الهدف"، كما تناول الزعيمان الوضع في لبنان، حيث قال بوش إنّه متفق مع عباس بشأن القلق من جهود "عناصر متشددة" لعرقلة حكومة فؤاد السنيورة، وقال بوش إنّه لا يمكن لحزب الله أن يمضي قدما في اعتبار نفسه "مدافعا ضدّ إسرائيل عندما يعتدي على شعبه"، واعتبر بوش أنّ "اللحظة فارقة وتتطلب منّا أن نقف بقوة إلى جانب حكومة السنيورة ودعمها".