سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على قرار ترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى رتبة مشير، قائلة: إن مصر بعد ما يقرب من ثلاث سنوات على الاضطرابات تستعد إلى عصر القيادة القوية وخاصة بعد تفويض المجلس العسكري لخوض السيسي الانتخابات الرئاسية. وفي تقرير نُشر الاثنين لباتريك كايسنجلي، مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، قال إن السيسي الرئيس المحتمل للبلاد بعد أن أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر محمد مرسي، في يوليو الماضي، موضحًا أن هذه الخطوة جعلت السيسي يكتسب شعبية كبيرة ومن المرجح أن يفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات، حسب قول الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن السيسي لم يؤكد نيته على مدى الأشهر الماضية لخوضه الانتخابات الرئاسية وظل صامتًا حيال الأمر، وحتى هذه اللحظة لم يؤكد المشير نيته شخصيًا، معتبرة أن سلسلة التحركات في المشاركة في الحياة السياسية التي قام بها مؤخرًا تمت بمنتهى العناية. وأشارت "الجارديان" إلى أن منصور أعلن عن ترقية السيسي إلى مشير وهي الخطوة التي تنذر باستقالته من الجيش المصري، مضيفة أنه بعد ثماني ساعات، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أخيرا أن السيسي من الممكن أن يمضي قدمًا في الترشح لمنصب الرئاسة. وقالت مصادر مقربة من السيسي إن المشير كان ينتظر معرفة الأسماء المرشحة للرئاسة حتى يعلن رسميا عن قراره، ويذكر أن منصور أعلن يوم الأحد أن الانتخابات الرئاسية ستجرى قبل نهاية شهر أبريل، ولكن اللجنة العليا للانتخابات لم تعلن رسميا. من جانبه، أوضح سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجي وزميل سابق للسيسي في الاستخبارات العسكرية، أنه كان يتوقع ترشح السيسي، مضيفا أنه يعتقد أن السيسي ينتظر الإعلان الرسمي للجنة العليا الانتخابات حيث يبت في الأمر بنفسه. وقال ضابط كبير في الجيش، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه متأكد أن السيسي سيترشح ولكنه ينتظر فتح باب الترشح، مضيفا:"معظم الجمهور سيصيبه الاكتئاب إذا لم يترشح - لأنهم لا يرون أي مرشح صالح لتولي إدارة البلاد". ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن مئات الآلاف من أنصار السيسي ملأت ميدان التحرير في القاهرة يوم الأحد لمطالبته بالترشح حيث وجدت تذكارات السيسي في جميع أنحاء مصر، مضيفة أن أكثر من 98% وافقوا على الدستور الجديد وهي علامة على الدعم القوي للسيسي. وذكرت "الجارديان" أن 38.6% فقط من الذين يحق لهم التصويت شاركوا في الاستفتاء، موضحة أن أنصار مرسي يمقتون المشير بسبب حملة القمع التي شهدتها البلاد والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف من أنصار مرسي والآلاف من المعتقلين. وأعرب النشطاء العلمانيين عن إحباطهم للترشح المحتمل لشخصية عسكرية مرة أخرى بعد ثلاث سنوات من سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث أشارت الصحيفة إلى أن السيسي كان يرأس الاستخبارات العسكرية في ظل حكم مبارك، وكان عضوا في المجلس العسكري الذي لقي انتقادات للطريقة الخرقاء التي حكم بها مصر بعد الإطاحة بمبارك. وقال الناشط أحمد عبد الله، الذي شارك في المظاهرات لإسقاط مبارك عام 2011، إن القرار لا يرسل رسالة جيدة ويؤكد أن ما حدث في 3 يوليو كان "انقلاب عسكري"، على حد قوله. وحذر محللون في وقت سابق أن مشاكل مصر كبيرة للغاية ومن الممكن أن يندم السيسي في المستقبل لتركه الجيش المصري بالإضافة إلى أنه قد يخسر شعبيته الكبيرة.