رصد موقع "المونيتور" الأمريكى من خلال تقرير نشره أمس، ما جلبته الصراعات الحالية فى منطقة الشرق الأوسط من دمار وخراب لتراث وكنوز الوطن العربى، ولاسيما داخل سوريا ومصر والعراق وليبيا. واستهل التقرير الذى أعادت وكالة أنباء الشرق الأوسط نشره بالحديث عن ما تسبب فيه الصراع الحالى داخل مصر من دمار للآثار والكنوز التاريخية قائلا: "إن المتحف الإسلامى الموجود فى العاصمة المصرية القاهرة، الذى يعود تاريخ تأسيسه لعام 1903، كان يحوى بين جدرانه 4000 قطعة أثرية من مختلف العصور القديمة مثل الأموية والعباسية والطولونية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، غير أن الانفجار الذى وقع صباح الرابع والعشرين من يناير الجارى، تسبب فى دمار كنوز نادرة لأكبر المتاحف الإسلامية فى العالم أثناء محاولة استهداف مبنى مديرية أمن القاهرة. ورصد التقرير أيضا حادثة أخرى فى أغسطس عام 2013، عندما تعرض متحف "ملوى" فى محافظة المنيا فى صعيد مصر إلى عمليات سلب ونهب وتخريب من قبل اللصوص والذين نجحوا وقتها فى سرقة 1060 قطعة من أصل 1089 كانت موجودة داخله، غير أنه بعد مرور شهر من ذلك الحادث، تم استرجاع 400 قطعة أثرية منها. ونوه التقرير أيضا إلى أنه أثناء اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية فى مصر فى يناير عام 2011، أقدم اللصوص على اقتحام المتحف المصرى فى ميدان التحرير وسط القاهرة والذى يضم بين جدرانه أكثر من 120 ألف قطعة أثرية، غير أنهم لم يتمكنوا سوى من سرقة 18 قطعة أثرية فقط وذلك بفضل يقظة المواطنين آنذاك. أما فى العراق، فقد أفاد التقرير بأنه فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش احتلاله الكارثى للعراق فى مارس عام 2003، تم اقتحام المتحف الوطنى فى العاصمة بغداد فى إبريل من العام نفسه وسرقة ما يقرب من 15 ألف قطعة أثرية تجسد حضارات العراق تم استعادة ربعها فقط لاحقا، فضلا عن تعرض العديد من المواقع الأثرية فى العراق للدمار والخراب، ففى عام 2006، اعترف مسئول عسكرى بارز فى العسكرية الأمريكية بأن قواته قامت بتدمير آثار مدينة بابل وقامت بإنشاء منصة للمروحيات فى الموقع نفسه. أما سوريا، فأشار التقرير إلى أن النزاع المسلح، الذى أزهق مئات الآلاف من الأرواح، قد تسبب أيضا فى تدمير الجزء الأكبر من التراث السورى، فبعد ثلاثة أعوام من ذلك الصراع، بات من المستحيل أن يتم توثيق حجم الدمار الذى لحق بأكبر المواقع التاريخية فى العالم داخل سوريا. وووفقا لما نشرته مجلة "التايم" الأمريكية عام 2012، فإن الجماعات المسلحة قد قامت بنهب وتهريب العديد من الآثار القديمة من أجل تمويل حربهم ضد القوات الحكومية، ونتيجة للحرب السورية أيضا أفادت تقارير لليونسكو بأن العديد من المواقع الأثرية قد تعرضت للدمار والتخريب لاسيما داخل مدينة حلب التى فقدت العديد من أسواقها التاريخية والجامع الأموى فى العاصمة دمشق، الذى يعود تاريخ تأسيسه لعام 705 م، وفى عام 2013، قامت الطائرات الحكومية السورية بشن غارة جوية على قلعة الحصن التاريخية فى مدينة حمص، مما تسبب فى تدمير أحد أبراجها. وخلص التقرير إلى أن دمار مواقع تراث العالم العربى سيستمر طالما استمرت الصراعات داخل تلك البلاد لاسيما مع عدم وجود حكومات مستقرة.