هُوَ ذا أَسَايَ فمن يضمُّ سمائي شوْقُ الغَمامةِ؟ أمْ حنانُ الماء؟! مرَّتْ صبايا الفَجْرِ فوقَ مَجرَّتي وجِرَارُهنَّ مليئةٌ بِغِنائي فَتَرَكْنَ أسْرَارَ البَنَاتِ عَلَى فَمِي مُبْتَلَّةً بالضَّوْءِ والحِنَّاءِ يسْألْن عنْ وَلَدٍ يُلَقِّطُ تُوتَهُ ويَدُسُّهِ لِفَتَاتِهِ السَّمْراءِ شَاخَتْ أَغَانِي التُّوتِ فِي جَيْبِي ولمْ تَزَل الرَّبَابَةُ في يَدِ الحَكَّاءِ تَحْكِي الرَّبَابَةُ والسِّنِينُ رَوَاحِل في غَزْلِ ثَوْبِ وُجُودِهَا بفَنَائِي يا شَمْسُ يا أُخْتَ الجَنُوبِ أما كفى؟ تَعِبَ المَدَارُ وجَفَّ رِيقُ حُدَائي أنَا مَنْ سَرقْتُ النَّار مِن وادِي العَمَى وجَرَرْتُ حُزْنَ الأمَّهَاتِ وَرَائِي ومَدَدْتُ أزْهَرِيَ الشَّرِيفَ حَمَائِمَاً زَرَعَتْ كَواكِبَهَا بِكُلِّ سَمَاءِ لا لَنْ يُرَكِّعَني الظَّلامُ وشَمْعَتِي شَفَةُ الحُسَيْنِ عَلَى فَمِ الصَّحرَاءِ "حنين إلى الغربة الأولى" قدَي الظلام فقد مللتُ لفاعي ودعي الحمام يطير من أوجاعي ضيق الحروف ترى أم سعف الجوى دلَى سماواتي فصرن لقاعي حتى إذا اشتعلت ملائك أدمعي طرب الفراش ورفَ في إيقاعي ومضى يضم الغيم تحت جفافه ليصوغ سيمفونية لوداعي القرية الأولى لغربة آدم جنَ المساء بها لناي الراعي فتحدثي للماء إن لامسته الماء يسمع أنَة الأضلاعي زفَي بموسيقاك موكب شاعر رسم السماء لخائفين جيَاع لحنا يواسي الياسمين إذا بكى خوف الشتاء على مثيل شعاع بي شهقة صدر السماء يضيق عن أمواجها في صدري المتداعي ولأن لون الشمس خط ملامحي ودم الصعيد المر دمع يراعي إخترت وجه الريح وجهة أحرفي وتبعت نجمي في عيون ضياعي في قلب دائرة وقفت تشدني أمان كل شديدة بذراعي لوكنتما أميَن ماجاذبتما قلبي الصغير وشتلتي نعناع يا وجه أمي أين أنت أكلما قلت التقيتك ضعت خلف قناع أنا والظلام ونوح نافذة بها بنت المساء على اخضرار تباعي نمشي على قلق المسافة والمدى كسفينة تجري بغير شراع يا نوح أمهلني مسافة شهقة أخرى لأجمع في الدموع متاعي الماء فرعان التقى سيفاهما والضرع أنشف من فمي المرتاع فبأي بوصلة أهدهد حيرتي والبوصلات يُشرن صوب خداعي "الزيارة" أتي أبي متوشِّحا بالليل جِلبابًا جنوبِيَّا عمامتُه السَّحابُ .. الرَّعْدُ يصْمُتُ َمن مَهَابَتِه .. وبسمتُهُ طفولةُ عمرى المَسْروقِ .. لا أدري لماذا كُلَّما لمعتْ بُروقُ سَمائه .. تعدو على قلبي مخاوفُهُ .. ويرتجفُ الضَّبَابْ.. ** يأتي أبي .. وأراه يرفع خطوه مثَّاقِلا نحوي ويجلسُ في السَّرير بجانبي هو لا يكلمني ولا يُصغي إليَّ.. لكنني أُصْغِي لرائحةِ السَّجائر خالطَتْ في ثوبِهِ التَّيْهَانِ عطْرَ شَبَابِهِ وأريجَ "كيس" البُرْتُقَال .. طفولتي في جيْبِهِ حلْوَى.. وصُبْحٌ يشْرئِبُّ إلى المُحَال .. ** ونظلُّ نحلُمُ صامِتَيْنِ أبي إلى جهةِ اليمين مُحَدَّقٌ للآخرين هناك خلْفَ الْبَرْزَخِ الأعْمى وأصواتُ الدُّخَان رءُوسُ موْتَى مُطْفَئِي العيْنَيْن تُنْكِرُني وأنْكِرُهَا .. إلى جِهَة بلا جهة نظرْتُ .. خذني يا أبي .. ** وأبي لعالمه البعيدْ يرمي برؤياه وبسمته يُضَمِّخُها الشُّرُودْ يسْتَأْذِنُ الحُرَّاسَ في خَوْفٍ ليعرَفَ من تَلامُسِنَا الأخيرِ وبوْحِ كفِّي.. ما يُريدْ ... فتحَ السَّحابةَ ثم غلَّفَني بها لأعود طِفْلا أبيضََ التَّاريخِ يركضُ في السماواتِ البعيدة دونما عين أَرَى أنْفِي تُحَدِّقُ في أريجِ أبي وتسْحَبُني لعالمه فيُرْدِفُنِي على فرسٍ ويعدو بي على حُلْمٍ بلا أرض فأفْتَحُ للفضاء الرَّحْبِ أحْضَاني وأخْطَفُ نَجْمَةً من مُسْتَحيل الصَّمْتِ ..