بعد اتهامات بالعمالة والتجسس حرب باردة بين قادة فتح ومصير الحركة مهدد بالانهيار
محيط - وكالات
عواصم: فجرت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على قطاع غزة في يونيو/ حزيران الماضي بركان الخلافات داخل حركة فتح، مما دفع البعض للتخوف من ان تكون هزيمة الحركة في غزة بداية النهاية، خاصة مع اشتعال الخلافات بين زعماء الحركة بعد إدانة محمد دحلان القيادي في الحركة تصريحات الناطق باسم اللجنة المركزية للحركة حكم بلعاوي والذي اتهمه بالتخطيط لإحداث انشقاق كبير في الحركة والالتفاف على المركزية من خلال تصريحات وصفت ب"اللامسئولة" والتي تحمل في طياتها لغة التهديد والوعيد من أجل الحصول على منصب.
وقال دحلان مخاطبا بلعاوي:" ردي على القذف و التشهير الذي ورد على لسانك الذي لم نسمع عنه في المحطات البطولية المشرفة للحركة، والذي كان من أهم إنجازاته زرع الجواسيس في مكتب الرئيس محمود عباس في تونس، فلن أضيف سوى أن تصريحاته هي كلام صغير صادر عن صغير قيمة، و قيما وقامة ومقاما".
وأضاف دحلان:" أن التصريحات المنسوبة لي هي عبارة عن مسرحية وهمية مصطنعة وخارجة عن مهرج ويعلم حكم غيره أنني حين أصرح لا أتخفى خلف ستار أو أصرح باسمي و صوتي و صورتي, متهماَ بعلاوي بأنه شخص مثير للاحقاد وللخلافات الشخصية، وقال:" إن حكم بلعاوي قد قرر بدء المعركة الانتخابية للمؤتمر السادس مبكرا طامحا بالظهور بمظهر البطل الهمام الذي يستطيع مواجهة دحلان و زملاؤه، متوهما انه بذلك يكسب احترام كوادر الحركة" .
وقلل دحلان من قيمة بلعاوي, وقال:" لم يرتق حكم بلعاوي إلى مستوى المرتبة التنظيمية التي يغتصباه في الحركة، وهو بهذا الردح الإعلامي إنما يعرض صورة الحركة للخطر أمام الجمهور الفلسطيني"، موضحا أن ما قاله بلعاوي جزء من المهاترات والكلام المسخ، ومعتبرا إياه جزء من القيادة غير المشرفة.
تصريحات لامسئولة
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح اتهمت القيادي بالحركة محمد دحلان بالتخطيط لتفريق صفوف الحركة وانشقاقها من خلال تصريحات وصفتها ب"اللامسئولة" وتحمل في طياتها لغة التهديد والوعيد من اجل الحصول على منصب.
ونقلت صحيفة "البيان" الإمارتية عن الناطق باسم اللجنة المركزية للحركة حكم بلعاوي قوله:" إن تصريحات محمد دحلان لوكالات الأنباء والمواقع الالكترونية استعراضية .. دحلان يعتبر نفسه المرجعية لحركة فتح وموزعا الألقاب التي تدل على الفلتان، وعدم المسئولية والإدراك لمعنى الالتزام والتعبير عن الرأي والنقد في الإطار الحركي المسئول". صراع على السلطة الفلسطينية
وكانت تقارير إخبارية ذكرت في وقت سابق أن صراعاً خفياً على السلطة يدور في أروقة السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، الذي ينتهج خطاً استقلالياً عن الرئاسة الفلسطينية.
ويرى مراقبون ان توجهات فياض أثارت مخاوف عدد من قادة حركة فتح، فهو يريد استئصال مراكز قوة مالية تعتبرها الحركة جزءاً من الأمر الوقع، وأهم توجهاته التحكم في التوظيف وإدارة الأموال، وإجراء تقليصات في الأجهزة الامنية، وإدارتها عبر إشراف أمريكي إسرائيلي، بشكل يختلف عن طريقة محمد دحلان الذي اعتبرت تجربته الأمنية في غزة فاشلة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن عباس حذّر فياض أخيراً من استغلال منصبه الحالي ونفوذه الذي يزداد يوماً بعد يوم وخصوصاً في الضفة الغربية، لإنشاء حزب جديد موازٍ لحركة فتح. وقالت المصادر إن فياض (الذي يقود كتلة التيار الثالث البرلمانية) يسعى لإقامة حزب جديد في ظل تنامي نفوذه في الضفة بعد تسلمه منصب رئيس الوزراء قبل نحو أربعة أشهر.
وأوضحت المصادر أن أبو مازن مستاء جداً من تصرفات فياض مع بعض قادة حركة فتح وكوادرها وإقصاء العديد من المسؤولين الفتحاويين، وإتاحة الفرصة أمام مقربين من فياض لشغل مناصب مهمة في حكومته، وعدم إتاحة المجال أمام خبراء فتح.