على عكس المفهوم الشائع عن الكرة الايطالية وما يتردد من إنها تميل إلى اللعب التكتيكى أكثر من المغامرة الهجومية فإن الموسم الحالى شهد حتى انتهاء الدور الأول بعد الأسبوع التاسع عشر تحطم العديد من الأرقام القياسية مما ينبئ بحدوث تغير فى الكالتشيو الايطالي وسط منافسة حامية على الفوز باللقب بين اليوفينتوس حامل اللقب فى العامين الأخيرين وروما ونابولى. وإذا نظرنا إلى السيدة العجوز المتصدر فإنه في انتظار أن يستعيد مهاجميه الجديدين كارلوس تيفيز وفيرناندو ليورنتي عافيتهما، اعتمد يوفنتوس من جديد على خط وسطه الذهبي الذي يعتبر من دون شك واحداً من أكثر خطوط الوسط تكاملاً على الساحة الكروية الأوروبية، خاصة مع النظرة الثاقبة لأندريا بيرلو وحماس وموهبة التشيلي أرتورو فيدال وإشعاع الفرنسي بول بوجبا. وأشار موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم فى تقرير له أنه إذا أضيف إلى كل ذلك الشباب المتجدد للحارس المخضرم جيانلويجي بوفون، الذي يُظهر قوة منقطعة النظير رغم بلوغه سن 36 وصلابة دفاع محنك، فإننا نكتشف سر هيمنة فريق جماعي ساهم ثلاثة عشر من لاعبيه في تسجيل مجموع أهدافه البالغ عددها 42 هدفاً. وبحصوله على 52 نقطة من أصل 19 مواجهة، أي بزيادة ثمان نقط عما حققه في نفس الفترة من الموسم الماضي، فبإمكان فريق أنطونيو كونتي أن يبلغ سقف المئة نقطة، علما أن أفضل ما تم تحقيقه هو 97 نقطة وهو الرقم الذي حققه الإنتر سنة 2007. وأخيراً، فإن بحوزة السيدة العجوز الرقم القياسي من الانتصارات المتوالية، إذ حققت العلامة الكاملة في إحدى عشرة مناسبة متتالية. ومع ذلك فإن كل هذه الأرقام القياسية لا تُنسي يوفنتوس الإقصاء المبكر من بطولة دوري أبطال أوروبا. فقد أنهى الفريق مشواره متخلفا عن ريال مدريد بفارق شاسع من النقط قبل أن يسقط في الجولة الأخيرة في ملعب جالطاسراي. وبنفسية خالية من أي تأثر بالإقصاء من دوري أبطال أوروبا وكذلك من أي انشغال بنهائي الدوري الأوروبي الذي سيقام على ملعب السيدة العجوز، يقول بوفون: "يجب علينا أن نجد بديلاً للمباريات الأوروبية، لكن مدربنا سيجد الحل. في الوقت الراهن، كل اهتمامنا منصب على تحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي، وهو الأمر الذي لم يتحقق للنادي منذ ثمانين سنة. إن كتابة صفحات من تاريخ يوفنتوس هو مصدر فخر واعتزاز." وخلف يوفنتوس، يحاول كل من روما ونابولي المتأخرين عن البيانكونيرى بفارق ً بثمان وعشر نقط مسايرة هذا الإيقاع المذهل. ومع ذلك، فإن هذين الناديين لم يحصدا في تاريخهما قط هذا الكم من النقط في مرحلة الذهاب. فبإشراف الوافد الجديد المدير الفنى الفرنسى رودي جارسيا وبتعديلات جذرية في الفريق الذي حُرم لأسابيع من خدمات ضابط إيقاعه فرانشيسكو توتي، حقق روما في مرحلة الذهاب نفس عدد النقط الذي حققه يوفنتوس الموسم الماضي عند منتصف المشوار. ومع قدوم مدرب جديد هو المتميز الاسباني رافاييل بينيتز، وانتقاءٍ غاية في الدقة تَمثّل في استقدام جونزالو هيجواين الذي أوكلت له مهمة مسح صورة إدينسون كافاني من ذهن مشجعي الفريق، تمكن نابولي في مرحلة الذهاب من تجاوز مجموع ما حققه من نقط طيلة الموسم الماضي بثلاث نقط، غير أنه تراجع مركز إلى الوراء. ومن جهته يواصل فيورنتينا تربصه إذ كان وراء الهزيمة الأولى ليوفنتوس بعد تغلبه عليه بأربعة أهداف لهدفين. غير أن الإصابة أفقدته أبرز مهاجميه وهما جيوسيبي روسي، الذي لا يزال يحتفظ مع ذلك بلقب الهداف (14 هدفاً) والألماني ماريو جوميز. ومن ناحية اخرى ، وبغض النظر عما قد سيحدث، فإن موسم 2013-2014 سيظل موسماً أسوداً بالنسبة لإي سي ميلان (7 هزائم) وإنتر ميلان، الذي ما زال ينتظر هدية رأس السنة من رئيسه الجديد الإندونيسي إيريك توهير من أجل تجديد دماء فريق في طريق الشيخوخة. وفي الختام، فقد تميزت مباريات الذهاب هذه بتغيير ثمانية مدربين بمن فيهم ماسيميليانو أليجري فى ميلان الذي حل محله لاعب الفريق السابق كلارينس سيدورف الذي تولي منصب الإدارة الفنية. وكان وراء سقوط أليجري نجم ساسولو الصاعد دومينيكو بيراردي ذي 19 ربيعاً و11 هدفاً، والذي غدا أول لاعب يسجل رباعية ضد العملاق إي سي ميلان الذي كان متقدماً بنتيجة 2-0 بعد عشرين دقيقة من البداية لتنتهي المباراة بأربعة أهداف لثلاثة. وهكذا تكون مواجهات الذهاب قد أكدت تغير نظام الكرة الإيطالية التي أصبحت أكثر هجومية من ذي قبل، الأمر الذي يظهر بجلاء في ترتيب الهدافين الذي يشهد تألق ثلاثة إيطاليين من بين الخمسة الأوائل.