نفت مصادر أمنية رسمية في العاصمة الليبية طرابلس اقتحام مقر وزارة الخارجية الليبية في المدينة، تصاعدت أمس حدة الاشتباكات العنيفة بين الجيش الليبي والكتائب الموالية له، في مواجهة قبيلة التبو في مدينة سبها بجنوب ليبيا، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى خلال الساعات الماضية في المواجهات التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وفقا لما أكدته مصادر محلية ورسمية وبالتزامن مع ذلك جرى أمس انتخاب عميد لبلدية مدينة البيضاء لأول مرة منذ نحو أربعة عقود. وفي سبها، أكد أيوب الزروق، رئيس المجلس المحلي للمدينة، أمس، ل"الشرق الأوسط" عبر الهاتف، أن كتيبة مسلحة من التبو حاولت اقتحام المدينة، وجرى تبادل لإطلاق النار بينها وبين قوات الجيش والكتائب الداعمة له. وأضاف "ثمة قتلى وجرحى. لا إحصائية نهائية، عدد من قتلوا ما بين مساء أول من أمس وحتى صباح أمس وصل إلى 12 قتيلا، والعدد في ارتفاع، وثمة العشرات أيضا من الجرحى في المستشفيات". وحول الوضع الأمني والعسكري في المدينة التي تبعد نحو 750 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس قال الزروق "المدينة مستقرة. الاشتباكات تتم على أطراف المدينة، والمواجهات تدور بالأسلحة الثقيلة. الجيش قدرته محدودة، لو لم يكن هناك استخدام لسلاح الطيران ستكون كارثة". ولفت إلى أن الدولة الليبية لديها علم بهذه التطورات، كما تم إبلاغ وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش الليبي. واعتبر أن انهيار الهدنة بين القبائل في مدينة سبها تقف وراءه مجموعات لديها أجندات خاصة، مضيفا "ولا أستبعد أن يكون فلول النظام السابق من خارج ليبيا لهم دور في دعم هذه الاشتباكات". وتساءل رئيس مدينة سبها "كيف تسمح حكومة مصر ببث قنوات ليبية من على الأراضي المصرية تعمل على نشر الفتنة؟ هذه المحطات تعمل بالفعل على القمر الصناعي المصري "نايل سات" الحكومة المصرية نجحت في إغلاق قنوات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين خلال 24 ساعة الشارع الليبي محتقن والثوار أيضا وننتظر من مصر موقفا جادا". وكانت السلطات المصرية قد نفت مرارا سماحها ببث أي قنوات معادية لليبيا عبر القمر الصناعي المصري، مشيرة إلى أن بعض الشركات غير المصرية تقوم ببث تلك القنوات على أقمار صناعية ذات تردد مقارب في الدرجة لتردد إرسال "نايل سات"، مما أوجد نوعا من اللبس بشأن إمكانية بثها على القمر المصري. ودخلت المواجهات الخطيرة في سبها يومها الثاني على التوالي من دون أن تصدر السلطات الرسمية في طرابلس أي بيان رسمي، حيث التزم المؤتمر الوطني العام "البرلمان المؤقت" والحكومة الانتقالية برئاسة علي زيدان الصمت حيالها. وأعلنت شركة طيران "البراق" الليبية المحلية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن إلغاء رحلتها أمس بين العاصمة طرابلس ومدينة سبها، نظرا لما وصفته ب"الظروف الأمنية والاشتباكات الحاصلة بسبها الآن وحفاظا على سلامة ركابها".