صعدت ظاهرة تقديم الفنانين المصريين والعرب، لسيرهم عبر حلقات تليفزيونية توثق مسيرة حياتهم من وجهة نظرهم مع انطلاق القنوات الفضائية الخاصة العربية والمصرية، إذ أصبحت تلك الفكرة هاجسًا يسيطر علي الكثير منهم مستعينين في تحقيق هذا الهاجس بالمقربين منهم في الأوساط الفنية والإعلامية والذين يظهرون في تلك الحلقات في الغالب. وفى تقرير اعدته صحيفة" الاهرام" فقد أعاد تقديم المغني تامر حسني، لبرنامجه "قصة صعود"، في نفس توقيت تصوير الهضبة عمرو دياب لمسلسل "الشهرة" الذي يحكي قصة حياته، الجدل حول تلك الظاهرة، والتنافس الغريب بين دياب وتامر حسني، الذي لطالما وصفه النقاد والمعلقون بقرين عمرو دياب الذي يحاول ملاحقته كيفما فعل. تاريخ تلك الفكرة قديم، فقد راودت الفكرة في البداية الكثير من المطربين مثل عمرو دياب ومحمد فؤاد وحكيم، ولكن مشروع عمرو دياب كان الأسرع من حيث التنفيذ، ودفع هذا باقى المطربين لتأجيل تنفيذ مشاريعهم حتى لا يتهمون بأنهم مقلدون للهضبة عمرو دياب. ولأن الفكرة كانت جديدة فقد سارع عمرو دياب، لتنفيذها فى برنامج "الحلم"، وقام بانتاجها عمرو عفيفي فى 12 حلقة تناول فيها سيرته ومشواره الفني وأهم الجوائز التي حصدها على امتداد 25 عامًا. وعرضت الحلقات على محطات روتانا موسيقى وروتانا سينما والقناة المصرية الأولى مع شهادة العديد من الموسيقيين الكبار مثل عمار الشريعي رحمه الله وحلمي بكر والإعلامي الكبير وجدي الحكيم والناقد طارق الشناوي. تلي ذلك قيام المطرب تامر حسنى بمحاكاة نفس التجربة، إذ يقول بعض الملقين إن حسني يتعامل مع نجومية عمرو دياب كالقرين فقد سعى إلى نفس الفكرة التى يبدو أنها ستمثل فيما بعد ظاهرة ليس للمطربين فقط بل لكبار النجوم فى مجالات التمثيل. وقد سبقت تلك التجارب، سير أخري لبعض نجوم التمثيل لكنها لم تحقق النجاح المتوقع لها حيث لم تحظ حلقات النجم الراحل أحمد رمزى التى سجلها مع احمد السقا بعنوان "الأستاذ والتلميذ" بنفس البريق الذى حققه برنامج "الحلم" لعمرو دياب. أما تامر حسنى حاليًا فيقف حاليًا فهو فى موقف لا يحسد عليه، إذ دفع برنامجه الجديد، "سيرة صعود"، والذي يقدم سيرة حياته، الكثيرين لأن يتهمونه بمطاردة نجومية عمرو دياب رغم أن تامر كان فى غنى عن مثل هذا البرنامج، فهو كممثل نجم وناجح وموهبته أكدتها أعماله الدرامية فى السينما والتليفزيون. ويؤكد هذا أن برنامج تامر حسني الجديد الفني والوثائقي "قصة صعود" والذي يروي عبر أربع حلقات قصة نجاحه يأتي فى نفس التوقيت الذى يبدأ فيه "قرينه" عمرو دياب تصوير مسلسله الجديد "الشهرة" للمؤلف مدحت العدل. وسجل تامر برنامج "قصة صعود" من منطلق أنه يريد تسجيل مسيرته بنفسه حتى لا يقوم غيره فيما بعد بتقديمها فى أعمال فنية ويشوهها كما يحدث فى الأعمال الدرامية التى تقدم فى الأفلام أو التليفزيون. ففى برنامجه "قصة صعود" يقدم تامر حسني رحلته مع النجومية منذ البداية وحتى تغلبه على الصعوبات الكثيرة التي واجهها، ويُقدم مجموعة متنوعة من أغنياته، مع شهادات وتعليقات مجموعة كبيرة من الموسيقيين والنُقاد والرياضيين من أصدقاء تامر حسني ومنهم وجدي الحكيم، وحلمي بكر، وطارق الشناوي، وأحمد فهمي، وفوزي إبراهيم، ووليد صلاح الدين، وأحمد سليمان. ويستضيف البرنامج الذي تُقدمه "آلين وطفه"، عددًا من الشخصيات المُقربه من تامر حسني والتي تظهر معه للمرة الأولي ومنها ابنته تاليا، ووالده الفنان حسني شريف الذي يُشارك تامر أداء بعض الأغاني، كما يُقدم البرنامج مجموعة نادرة من اللقطات لمراحل مُختلفة في حياة تامر حسني. وإذا ما تحولت هذه النوعية من البرامج الى ظاهرة فى الفضائيات، وبدلا من أن يكتب النجوم مذكراتهم على طريقة ما فعلته نبيله عبيد فى فيلم "الراقصة والسياسى " للمبدع وحيد حامد، تتحول هذه البرامج إلى قنابل موقوتة، إذ سيضطر النجوم إلى "تلميع" أنفسهم على حساب الآخرين، وكشف أسرار تخص من ساهموا فى مسيراتهم أو ممن ارتبطوا بهم أو أن تمس محطات من تاريخهم أمورًا سياسية كما هو الحال فى مشوار كثير من النجوم الذين قاموا بكتابة مذكراتهم فى كتب أمثال برلنتى عبد الحميد وقبلها اعتماد خورشيد. وبما أن القنوات الفضائية تدفع الملايين كمقابل لتسجيل مشوار المشاهير خاصة وأن الكتب ليست كالبرامج فى الانتشار وفى التأثير فانه من المتوقع أن تصبح ظاهرة فى 2014 خاصة أن الفضائيات تسعى حاليًا لإقناع عدد من كبار النجوم لتسجيل مشوار حياتهم ومنهم النجم عادل امام وفاتن حمامة التى حاولت إحدى الفضائيات إقناعها بتسجيل مشوارها ولم تنته المفاوضات إلى قرار نهائى معها. وكان أول من سجل مشوار حياته تليفزيونيًا هو الأديب الكبير نجيب محفوظ فى حلقات للتليفزيون المصرى، ويسجل حاليًا الإعلامى وجدى الحكيم برنامج بعنوان "مشوار عمرى" يكشف فيه تفاصيل كثيرة عن علاقاته الفنية والسياسية والنجوم الذين تعامل معهم.