في ضوء أحداث العملية الإرهابية التي استهدفت مديرية امن الدقهلية فى دلتا مصر فى الساعات الاولى من صباح اليوم الثلاثاء وخلفت نحو 14 شهيدا و134 مصابا، والعمليات الإرهابية السابقة يتساءل جميع المصريين من يكون وراء هذه الأحداث لا سيما الحادث الإرهابي والإجرامي الأخير الذي لم تعلن أي جهة عن مسئوليتها حتى الآن. غير أن جميع العمليات السابقة مثل استهداف موكب وزير الداخلية ومبني المخابرات الحربية بالإسماعيلية كانت جماعة تطلق على نفسها "أنصار بيت المقدس" تعلن مسؤوليتها عن الحادث بعد التفجير بعده أيام مصحوبا بشريط فيديو. ليس هذا الحادث الأول من نوعه الذي يستهدف بعض الأماكن في محافظة الدقهلية، ففي أواخر شهر يوليو المنصرم من العام الجاري استهدف قسم شرطة أول المنصورة بقنبلة ألقاها مجهولون على القسم، مما أسفر عن إصابة 25 مجندا من قوات الأمن المركزي ووفاة جندي آخر، حسب بيان وزارة الداخلية الصادر حينها وقال محافظ الدقهلية عمر الشوادفي إن غالبية القتلى هم من عناصر الشرطة. ويأتي الهجوم غداة دعوة جماعة "أنصار بيت المقدس" المرتبطة بتنظيم القاعدة رجال الجيش والشرطة إلى الفرار من الخدمة . الحكومة تتهم الإخوان وتتوعد واتهمت الحكومة المصرية، من ناحيتها، جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الانفجار. وأعلن رئيس الحكومة حازم الببلاوي جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما إرهابيا بعد أن أظهرت، معللا ذلك بقوله إن الجماعة إعلنت وجهها القبيح كجماعة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر على حد وصفة. وتواترت الأخبار عن تصريح للمتحدث باسم رئاسة الوزراء شريف شوقي إن رئيس الوزراء "أعلن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية". تناقض تصريحات الحكومة إلا أن نفس المصادر عادت في وقت لاحق وبثت تصريحا آخر للببلاوي لا يتضمن أي اتهام مباشر للجماعة بالوقوف وراء هذا الاعتداء. وأكد الببلاوي في هذا التصريح أن الانفجار "عمل إرهابي بشع الغرض منه ترويع الشعب حتى لا يستكمل طريقه في تنفيذ خريطة الطريق". وقال المتحدث باسم الحكومة شريف شوقي إن رئيس الوزراء تعهد بألا "يفلت مرتكبو هذا العمل الإرهابي من يد العدالة". وأكد إن الحادثة لن يثني الحكومة عن المضي قدما في تنفيذ خريطة الطريق والمواطنين عن الذهاب بكثافة للتصويت على الدستور بما يسقط الإرهاب الذي ترتكبه الجماعة". وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور إن حادث المنصورة "عمل إرهابي جبان" وإنه "لا مستقبل للإرهاب في مصر. الإخوان تدين وتنفي من جانبها أدانت جماعة الإخوان المسلمين، حادث المنصورة، واعتبرته عمل أجرامي، وطالبت بالبحث عن الفاعلين لذلك وتقديمهم إلى العدالة، واصفة ذلك بالعمل الجبان. وقال يسرى هاني قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، إن هذا عمل إجرامي.. ونستنكره بكل قوة ويجب البحث عن الأيدي الآثمة التي قامت بهذا العمل الجبان". وأدان القيادي طارق قطب الانفجار مؤكدا أن "ثورتنا ثورة سلمية ولن نحيد عن السلمية". الجماعة الإسلامية تدين الحادث كما أدان حزب البناء والتمنية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية حادث الاعتداء على مديرية أمن الدقهلية، مؤكدا أنها جريمة يحرمها الدين الإسلامي الحنيف. وقالت الجماعة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن العمليات الإرهابية محرمة شرعياً، لكونها تنال من دماء معصومة. وأوضح أن الدين الإسلامي لا يقبل بهذه الأعمال الإجرامية، مشيرة إلى أن الخلاف السياسي لا يمكن حله عن طريق العنف وإراقة الدماء المحرمة وزيادة الاحتقان. وطالبت الجماعة الإسلامية بتحقيقات جادة وشفافة للكشف عن ملابسات الحادث، ونشرها للرأي العام المصري، داعية إلى عدم استباق التحقيقات وإلقاء التهم جزافا لأن المتضرر من هذه العملية هو أول من أسند إليه الاتهام. من جانبه أدان علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية التفجير الأخير لمديرية أمن الدقهلية، معتبرا أنه تفجيرا إجراميا تسبب في إراقة الدماء المحرمة قتلها. ذريعة وحمل "أبو النصر" مسئولية الحادث الجهات الأمنية، وحماية المنشئات العامة والخاصة والشرطية والعسكرية. وأكد أن التحالف الوطني لدعم الشرعية مستمر في السلمية، ويدين ما حدث، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات قد تستخدم ذريعة لإحكام القبضة الأمنية أكثر على مناهضي "الانقلاب العسكري" على حد وصفة. وبين أن البلاد قد دخلت في نفق مظلم في ظل ما اعتبرها "ممارسات استبدادية التي تمارسها سلطة "الانقلاب" حسب وصفه ، مؤكدا أن الجماعة الإسلامية والتحالف الوطني لدعم الشرعية لا تنتهج غير السلمية في مواجهة القمع الأمني وعودة الدولة البوليسية بجميع أركانها. وقال أمين عام حزب البناء والتنمية، إن الحل الوحيد للخروج من الوضع الراهن هو الاحتكام لصوت العقل والعودة إلى أصول الديمقراطية لتفويت الفرصة على من يريدون أن تكون مصر ساحة للصراعات تقضي على آمال المصريين في الاستقرار.. مضيفا "دماء المصريين كلها حرام". هل فعلتها أنصار الإسلام؟ وفي خضم تلك الإدانات التي أطلقتها جمعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، يتبادر إلى الذهن أسئلة عديدة أهمها: من وراء الحادث؟ هل كما يحدث في العمليات السابقة ستخرج جماعة جند أنصار الإسلام وتعلن مسؤوليتها عن الحادث مصحوبا بفيديو يوثق للعملية، أم تأتي جماعة أخرى وتكون وراء الحادث أم يكتشف أصابع خارجية وراء الأمر . من يقف خلف الحادث الأليم الذي أودى بحياة 14 شخصا وإصابة 134 آخرين؟، ومن المسئول عن إراقة دماء المصريين، وهل دخلت مصر مرحلة جديدة من العنف وقتل الأبرياء؟.