شاركت الدكتورة مها الرَّبَّاط وزيرة الصحة والسكان في مؤتمر "المرأة والدستور.. رؤية مستقبلية" الذي أقامه المجلس القومي للمرأة في دار الدفاع الجوي بالقاهرة . وذلك بمشاركة كل من: السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة وعضو لجنة الخمسين، والمستشارة سكينة فؤاد نيابة عن رئيس الجمهورية، و الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، والسيد المستشار عادل عبد الحميد وزير العدل، وكمال أبوعيطه وزير القوى العاملة والدكتورة نهاد جوهر ممثل هيئة الأممالمتحدة للمرأة بالإضافة إلى عدد من المسئولين والشخصيات العامة . عبرت الرَّبَّاط في كلمتها عن سعادتها بالمشاركة اليوم في هذا الملتقي الخاص بدستور مصر الحبيبة و الذي يعقده المجلس القومي للمرأة ليتناول و يناقش أهم الموضوعات السياسية و الوطنية للدولة في الفترة الحالية، ألا و هو مشروع الدستور المصري لعام 2013 . وتحدثت أيضاً عن أن حلم المواطن المصري دوماً كان بدستور يتفاعل واقعياً مع طموحاته و يحافظ على حقه في التمتع بالرفاهة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية بالمساواة و دون تمييز لينعم بحياة كريمة تحت مظلة العدالة الاجتماعية و الحرية و التي ثار من أجلها في الخامس و العشرين من يناير 2011 و أكدها ثانية و بقوة في الثلاثين من يونيو 2013 . وأكدت وزيرة الصحة والسكان أن المرأة المصرية ستظل في قرى مصر و نجوعها قبل مدنها هي حامية الأسرة و العائلة و موجهتها و ستبقى أيضا معلمة الأجيال و ناقلة التراث. و أننا كلنا نعلم أن المجتمع المصري في الواقع يعتمد على المرأة جدّة و زوجة و أماً في تربيته و تعليمه و تثقيفية و بذلك نستطيع أن نقول و بحق أن المرأة هي التي تمكِّن المجتمع و ليس المجتمع هو من يمكن المرأة . ونوهت الرَّبَّاط أنه على الرغم من المكتسبات الهامة و العادلة التي حصلت عليها المرأة المصرية نتيجة الجهود التي بذلها المجلس القومي للمرأة منذ إنشائه في إطار دعم و تعزيز مسيرة الكفاح العظيم للمرأة المصرية و دورها الحيوي في بناء الدولة و تطوير المجتمع إلا أن الطريق لا يزال طويلاً حتى تصل المرأة إلى مكانتها المنشودة و تحصل على كافة حقوقها كمواطنة دون تمييز. فالقضية ليست تشريعية أو قانونية فقط و لكن لها في الأساس أبعاد أخرى كثيرة ثقافية و اجتماعية يجب التطرق إليها . و قالت وزيرة الصحة والسكان أنه على الرغم من أن مشروع الدستور الجديد يمثل أمل تاريخي للمرأة يجب استثماره إلا أن مواد الدستور وحدها لا تكفي بدون ما يتبعها من دور تشريعي نشط و عمل جماعي فعال لزيادة الوعي العام بالحقوق التي يضمنها الدستور لجميع فئات المجتمع و أطيافه. فالمواطن إن لم يعي أساساً حقوقه التي كفلها له الدستور فلن تكون له القدرة على حمايتها أو ضمان تحقيقها . وفي سياق متصل أشارت إلى أن القضية التوعية في غاية الأهمية و الحساسية, حيث يجب أن تكون لنا جميعا اسهامتنا المخلصة في هذا المجال, و هذا بالطبع إلى جانب الدور الرائد و المحترف لأجهزة الإعلام والدور الفعال لأدوات المجتمع المدني في تهيئة الرأي العام الواعي و المناخ الفكري و الثقافي الداعم لتفعيل مواد الدستور و سن التشريعات المرتبطة به و إنفاذها . وقامت الرباط بقرأة المادة الحادية عشرة في مشروع الدستور الجديد و نصها كالتالي : "تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية وفقاً لأحكام الدستور " وشرحت أنها تمثل نقلة نوعية للوضع القانوني للمرأة و مكانتها كمواطن حر حيث ضمنت لها المساواة في مجالات العمل و الرعاية الاجتماعية و المشاركة السياسية و حقها في تقلد الوظائف القيادية العليا في الدولة و التمثيل المتوازن في المجالس النيابية. و قد ركز أيضاً مشروع الدستور الجديد في مواده المختلفة على الفئات المهمشة من النساء كالمرأة المعيلة و المسنة و المرأة التي تنتمي إلى الشرائح المجتمعية التي تعاني الفقر و الأمية و تدني في مستوى المعيشة . وفي نهاية كلمتها أكدت وزيرة الصحة والسكان على دعم وزارة الصحة و السكان للمجلس القومي للمرأة في مسيرته و جهوده لضمان حقوق المرأة في كافة المجالات متمنية له التوفيق و السداد في كافة خطواته و أعماله خلال المرحلة الوطنية القادمة ..