رأت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن التاريخ يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين قد تعود إلى السلطة مرة أخرى قريبا. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي عاد في عام 1979 بعد ما يقرب من 15 عاما في المنفى لإقامة النظام الإسلامي المستمر منذ 35 عاما. واستشهدت الصحيفة برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه خرج من السجن إلى الفوز في الانتخابات في عام 2002 وحكم البلاد لمدة أكثر من عقد من الزمان. كما لفتت إلى حركة النهضة في تونس التي أصبحت أكبر قوة سياسية في البلاد مرة واحدة وجرت انتخابات نزيهة في عام 2011، وفقا لما أشارت إليه الصحيفة. ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تم القضاء عليها مرارًا وتكرارًا على مدى تسعة عقود من الزمان، إلا أنها أعادت ابتكار نفسها، وفي أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، زعيمها، أصبحت الجماعة في مفترق الطرق. من جانبه، قال شادي حامد، الباحث بمركز «بروكينجز» بالدوحة الذي يؤلف كتابا حول الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، إن الإسلام السياسي سيتحول في اتجاهات مختلفة، حتى لو لم يُسمح للإخوان أن تعيد بناء نفسها في المستقبل القريب. وأضاف حامد أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مجرد منظمة، بل هي فكرة ومدرسة للفكر، موضحًا أنه من الصعب جدا أن تُقتل هذه الفكرة. وأكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان تواجه الآن ضغوطا هائلة، خاصة من وسائل الإعلام الاجتماعية التي أرسلتها هب وحلفاءها الإسلاميين تحت الأرض. ورأى المراقبون والمحللون السياسيون الدوليون أن إمكانية عودة جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد تكون من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة من عام 2014، وذلك عن طريق تأسيسهم لحزب قانوني آخر غير الحرية والعدالة وعودتهم للحياة السياسية. وحسبما قال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي في مصر فإن كثير من المصريين الذين يدعمون الحكم الإسلامي للبلاد، لن يجدوا سوى حزب النور لانتخابه حاليا، وخاصة بعد انهيار جماعة الإخوان تماما، الأمر الذي يراه بكار على أنه السبيل الوحيد لإخراج البلاد من الوضع الكارثي الحالي، حسبما وصفه. وأضاف بكار، إن الأحزاب الأكثر تنظيما في مصر حاليا هي الأحزاب الإسلامية، مؤكدا أن القائمين على هذه الأحزاب لا تريد سوى الاستقرار الحقيقي للبلاد. وقال بكار إن الأحزاب الإسلامية سوف تظل على الساحة السياسية عاجلا أم آجلا، مؤكدا أنهم سوف يستعيدون ثقة الشعب لتحقيق المعنى الحقيقي لتنظيم البلاد، ضاربا المثل على ذلك بالتجربة التركية. ومن ناحية أخرى، قال مجدي قرقر، الأمين العام لحزب المستقبل، أن العديد من المصريين قد شعروا بخيبة الأمل تجاه حزب النور بعد أن أظهر عداء ضد حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. وأكد قرقر أن أكبر المستفيدين من زوال جماعة الإخوان المسلمين هم الأحزاب الإسلامية المعتدلة. ومن ناحية أخرى، يعتقد القليل من المصريين أن عدد قليل من البدائل الإسلامية في مصر من الموجودين على الساحة السياسية لديهم مصداقية أو أيديولوجية ليسيروا على نهج الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "الزغبي" الدولية الذي أشار إلى فقدان الشعب المصري لمصداقية الجماعة بنسبة تتراوح من 24 إلى 34 % منذ أحداث 30 يونيو والإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي فيما تقول التقديرات أن مصداقية حزب النور قد انخفضت بنسبة 10 إلى 22 %.