عانى معرض بيروت للكتاب في دورته السابعة والخمسين هذا العام من تهويل المراصد الرسمية بلبنان من عاصفة " اليكسا " من غلق المدارس و الجامعات و تحذير المواطنين من الخروج من منازلهم ، لكن العاصفة لم تتخطى درجات الحرارة المعتادة . و كان معرض الكتاب من أكثر المتضررين من هذه العاصفة الوهمية حيث ألغى ناشرين ومكتبيين وتجار كتب عرب، زيارتهم للمعرض، مما حال دون عقد صفقات لبيع الكتب غالباً ما ينتظرها الناشرون موسمياً، بالإضافة لمعاناة المعرض من الانحسار الجماهيري ، لأسباب أولها الغلاء و تراجع فعل القراءة . تجاوزت دور النشر اللبنانية المئتين، والدور العربية الخمسين، و هذة الأرقام المعتادة ، لكنّ المعرض هذا العام شهد حضور سورى غير مسبوق رغم عدم إعفائهم من أجور الاشتراك كما يحصل في معظم المعارض العربية دعماً لهم في محنتهم ، مما يدل على اتساع حركة الهجرة صوب لبنان، لا سيما هجرة المثقفين هرباً من المعارك والاضطهاد الذي ما زال النظام يمارسه عليهم. و من فعاليات هذا العام التى يقيمها النادي الثقافي العربي، منظّم المعرض بالتعاون مع نقابة الناشرين اللبنانيين: ندوة حول أمين معلوف وأخرى حول موسيقى الفنانين الراحلين الأخوين فليفل واضعي النشيد الوطني اللبناني، نو دوة حول المخرج المسرحي الرائد الراحل يعقوب الشدراوي، ندوة حول الشاعر المغربي الفرنكوفوني عبداللطيف اللعبي المدعو الى المعرض، وقراءات من شعره، ندوة حول سينما المرأة الفلسطينية، إضافة الى امسيات شعرية وفنية. فتح النادي الأبواب على مصاريعها أمام الناشرين والكتّاب والشعراء ليتسلموا المنابر ويقيموا ما يشاؤون من ندوات وأمسيات ومحاضرات وحفلات تكريم وحفلات إطلاق كتب ، هذا الفلتان التكريمي والاحتفالي الذي لم يشهده معرض عربي سابقاً ، يدل على حال الاضطراب التي تسود المعرض والنادي الثقافي العربي .