أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن هناك الكثير من أسرار الميكروبات والعدوى التي يجهلها الإنسان، مشيراً إلى أن الميكروبات في كل مكان وهى قابلة للتكيف والبقاء حية في أسوأ الظروف البيئية مهما كانت. وأوضح بدران خلال الندوة التي ألقاها اليوم بمدرسة مصر الجديدة التجريبية، أننا بحاجة لثورة ثقافية مستمرة تلاحق الجديد في مجالات العدوى والوقاية ومستقبل العلاقة بيننا وبين الميكروبات. وأشار بدران إلى أن الميكروبات تستغل جهل الضحايا للإيقاع بهم فمعرفتك بطرق العدوى تمنعها، لذا يجب على الإنسان أن يتحدى الظروف البيئية مهما كانت، كالهروب من المضادات الحيوية، لأن البكتيريا تستحدث أساليب مختلفة للتصدي للمضادات الحيوية أولاً بأول. ميكروبات الفضاء وأوضح بدران أنه يجب الإهتمام بمستقبل العدوى ومستجدات عالم الميكروبات التي ليست غبية على الإطلاق، حتى لا نفاجأ بأوبئة جديدة من ميكروبات فضائية عملاقة أو بأجيال جديدة من ميكروبات هاجرت من كوكب الأرض تهبط علينا ونحن غافلون. فهناك أدلة على حدوث تغيرات كثيرة على بعض أنواع البكتيريا التي نمت بعيد عن كوكب الأرض وتخلصت من تأثير الجاذبية الأرضية، مشيراً إلى أنه في الثمانينات من القرن العشرين تم إكتشاف بعض الميكروبات لديها قدرة ومرونة مدهشة للبقاء حية في البيئات الشديدة القسوة. وأكد بدران أن البكتيريا التي زرعت خارج كوكب الأرض في محطة الأبحاث الفضائية بعضها زاد في الحجم والوزن وإكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية وزادت ضراوتها. وفي 6 فبراير عام 2013 تم العثور على بكتيريا تعيش في البرد القارس والظلام الحالك في بحيرة على بعد نصف ميل عميق تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية. ويعتبر إكتشاف أن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة فى كوكب الأرض لها القدرة على النمو في ظروف تحاكى كوكب المريخ ذات أهمية كبيرة في البحث عن إمكانية حياة الإنسان في كوكب المريخ وأيضاً حماية هذا الكوكب من التلوث في المستقبل عن طريق رحلات الاستكشاف سواء البشرية أو الروبوتية. ومع بداية التسعينات تم إكتشاف بعض الميكروبات التي تستطيع الحياة داخل الصخور على بعد 3 كم من سطح البحر، في درجة حرارة 120 درجة مئوية، حيث تستطيع أن تعيش على الحديد و البوتاسيوم والكبريت، ووجدت أنواع من البكتيريا تأكل الصخور أسفل قيعان المحيطات. وأوضح بدران أن وجود البكتيريا في الصخور التي تماثل صخور المريخ يفتح المجال لإحتمال وجود كائنات حية في الكوكب الأحمر المصنف ككوكب صخري، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض). ويرى بدران أن حرب المعلومات تتصاعد بين أجيال الميكروبات وأجيال البشر، وللأسف و بالرغم من نجاحات مشهودة للبشر فتبادل المعلومات عن نقاط ضعف الإنسان وسلوكياته الخاطئة و أسلحته المكشوفة يتم على مستوى متقدم بين جحافل الميكروبات المعدية التي ربما تفتح المجال لأكثر من ميكروب يفترس نفس الضحية من البشر أو حيواناتهم.