أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن أحدث الأبحاث العالمية التي نشرت من أرشيف المحطة الفضائية الروسية "مير" والمحطة الدولية الفضائية أكدت أن البكتريا التي زرعت خارج كوكب الأرض في محطة الأبحاث الفضائية بعضها زاد في الحجم والوزن واكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية مما زاد من شراستها وضراوتها. وقال بدران في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إنه تم زراعة عينات من البكتريا المعروفة باسم "بوسيدومونس ايروجينوسا "في الفضاء وبمتابعتها وجد أنها تصرفت بطرق لم يسبق لها مثيل على كوكب الأرض إذ كونت أغشية حيوية حولها ونمت خلال رحلات الفضاء عدد أكبر من البكتريا الحالية وازداد سمكها مقارنة بالأغشية الحيوية التي نمت في ظروف الجاذبية الطبيعية. وأضاف أن الأبحاث كشفت كذلك عن وجود بكتيريا نادرة في غرف إطلاق واستقبال سفن الفضاء بالرغم من خطوات التعقيم الدقيقة، وفى فبراير الماضي تم العثور على بكتريا تعيش في البرد القارص والظلام الحالك في بحيرة على بعد نصف ميل تحت سطح الجليد في القارة القطبية الجنوبية ، مشيرا إلى أن كل ذلك يعد أدلة على حدوث تغيرات كثيرة في بعض أنواع البكتريا التي نمت بعيدا عن كوكب الأرض وتخلصت من تأثير الجاذبية الأرضية. وأوضح أن اكتشاف الكائنات الحية الدقيقة الموجودة على كوكب الأرض لها القدرة على النمو في ظروف تحاكى كوكب المريخ مما يحتم العمل على حماية كوكب الأرض من التلوث في المستقبل عن طريق رحلات الاستكشاف الفضائية سواء المحمولة ببشر أو الروبوتية. وأشار إلى أن الأوبئة هي العدو الأول للبشر، ومعظمها تسببها الميكروبات التي تمتلك الكثير من الحيل الخادعة التي تتحدى بها الظروف البيئية وتهرب من مقاومة المضادات الحيوية من خلال استحداث سلالات أولا بأول لها مناعة ضد هذه المضادات حيث تعمل تلك الميكروبات على جمع المعلومات عن المستهدف بالعدوى مما ييسر لها عملية خداع المستقبلات والمصائد المناعية في جسمه. واعتبر أن التحويرات والطفرات التي تمارسها بعض الميكروبات تجعلها تبدو كطلاسم محيرة لجهاز المناعة وأن بعضها يتوصل أو يوقف نشاطه ويدخل في مرحلة كمون ربما تمتد لمئات أو آلاف السنين مشدداً على ضرورة الاهتمام بمستقبل العدوى ومستجدات عالم الميكروبات حتى لا يفاجئ البشر بأوبئة جديدة مصدرها ميكروبات فضائية عملاقة أو أجيال من ميكروبات هاجرت من كوكب الأرض على متن سفن الفضاء للمريخ وغيرها من الكواكب التي تهبط عليها تلك السفن، مؤكدا أن الميكروبات هي كائنات وحيدة الخلية وذكية وموجودة فى كل مكان وهى قابلة على التكيف والبقاء حية في أسوأ الظروف البيئية مهما كانت ، موضحا أنه في ثمانينات القرن العشرين تم اكتشاف أن بعض الميكروبات لديها قدرة مدهشة للبقاء حية في البيئات شديدة القسوة. . وأكد بدران أنه يجب على العلماء والأطباء الاعتراف بجهل الكثير من أسرار الميكروبات والعدوى بها، وأننا بحاجة لثورة ثقافية مستمرة تلاحق الجديد في مجال العدوى والوقاية ومستقبل العلاقة بين البشر والميكروبات، لافتا إلى أن الميكروبات تستغل جهل الضحايا للإيقاع بها من خلال حيلها الخداعة. ويتحدث مجدي بدران في ندوة علمية متخصصة تعقد يوم الثلاثاء القادم بعنوان "طرق العدوى" بمناسبة مدرسة مصر الجديدة التجريبية تحت رعاية غدارة مصر الجديدة التعليمية، ويتناول فيها كيفية الوقاية من العدوى والحيل الخداعية للميكروبات وميكروبات المريخ والأوبئة والحروب والوقاية باعتبارها خيرا من العلاج.