أكدت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة مها الرباط ورئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة الدكتورة عزة العشماوي أن المشروع التنموي لتعزيز التلاحم والتناغم بين مجتمع قاطني منطقة الكيلو 5ر4 خاصة الأطفال بهدف تحسين الخدمات الصحية والتعليمية يعد مؤشرا ايجابيا على إمكانية اقتحام مشكلة العشوائيات والتغلب على التحديات التي تواجهها حيث يقطن أكثر من 16 مليون مصري في المناطق العشوائية. وقالت الرباط - خلال اللقاء الذي عقده المجلس برئاستها اليوم بمقره بمناسبة تدشين نتائج المشروع والذي حضره عدد من المسئولين - إن مواجهة مشكلات العشوائيات تتطلب تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية لتحقيق التطوير الكامل لهذه المناطق ليس فقط عمرانيا ولكن أيضا اجتماعيا وإنسانيا، مشيرة إلى أن اهتمام المجلس بإجراء هذه الدراسة جاء من منطلق حرصه على إنقاذ جيل جديد يقطن تلك العشوائيات من مختلف الأمراض الاجتماعية. ولفتت إلى أن المجلس هو الجهة العليا المستقلة للنهوض بأوضاع الطفولة والأمومة في مصر، وجاء إنشائه تنفيذا لالتزامات مصر الدولية حيث يقوم بتنفيذ اختصاصاته في اقتراحات السياسة العامة في مجال الطفولة والأمومة والتنسيق بين كافة الوزارات المعنية بقضايا النهوض بهما. وأضافت أن المجلس يعمل في عدة مجالات تأتى في مقدمتها مجالات التعليم والصحة والحد من الفقر ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة ودعم وتحسين الأحوال المعيشية للفئات المهمشة والمحرومة من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والتعليمية ومناهضة العنف ضد الأطفال ومناهضة الاتجار بالبشر . وتابعت الرباط أن إطلاق هذه الدراسة بمنطقة عزبة الهجانة يستهدف التباحث حول ما توصلت أليه الدراسة من آليات عمل نحو علاج الأوضاع التي يعانى منها سكان المنطقة من المصريين وغير المصريين لاسيما الأطفال والأمهات وصولا لخطة عمل عاجلة لتحسين وتطوير الخدمات بها وعلى وجه الخصوص الخدمات الصحية والتعليمية بالتعاون مع كافة الأجهزة الحكومية وغير الحكومية لتحقيق مستقبل أفضل لمصر. من جهتها، أكدت الدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس أن العشوائيات تعد قضية أمن قومي ومواجهتها هي مسئولية قومية تقوم على الجهد الجماعي المنظم والمتكامل بين الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمواطنين بشكل عام، موضحة أن المجلس بدء بدراسة أوضاع منطقة عزبة الهجانة والكيلو 4.5 حيث تعد من المناطق العشوائية التي تتشابك فيها مشكلات أخوة من النازحين واللاجئين من جنسيات مختلفة مع المواطنين المصريين، وتسود حالة من التنافر وعدم التناغم بينهم. وأضافت الأمين العام للمجلس أننا نشهد حاليا أهم أيام في تاريخ مصر حيت يكتب فيها دستور الثورة وهو بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو بعد حقبة من الفساد الذي كرس العشوائيات، وأهدرت فيه أموال الشعب المخصصة للقضاء علي الفقر والعشوائيات والأمية. وقالت إن اللاجئين خاصة الأطفال والأمهات يعانون من العديد من المشكلات التي تتمثل في تردى الأوضاع الصحية والبيئية والاجتماعية والتعليمية، مما دفع المجلس لإجراء هذه الدراسة التي هدفت إلى الوصول إلى آليات علمية لتنفيذ حزمة من الأنشطة والبرامج التنموية، والتي من شأنها تحسين الأوضاع المعيشية وخلق حالة من الترابط بين سكان المنطقة من المصريين وغير المصريين، موضحة أن مصر انضمت لاتفاقية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين والبروتوكول المكمل لها عام 1981. وألقى الدكتور شريف الجوهرى مدير الدعم الفنى بصندوق تطوير المناطق العشوائية برئاسة مجلس الوزراء كلمة نيابة عن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ، اكد خلالها ان الوزارة تولى اهتماما بالغا بقضية العشوائيات ، و التى تمثل ظاهرة فى مصر وتستأثر محافطتى القاهرة والجيزة ب 50 5 من اجمالى حجم تلك الظاهرة ، مشيرا الى ان الوزارة تعمل بالتعاون والتنسيق مع الوزارات الاخرى للقضاء على تلك الظاهرة تدريجيا . ولفت الى ان عزبة الهجانة هى منطقة عشوائية غير مخططة تم رصد 70 مليون جنيه لتطويرها وذلك من بين 260 مليون جنيه رصدها اتحاد البنوك بالفعل لتطوير 17 منطقة عشوائية فى مصر ، منوها الى انها تعانى من وجود خط كهرباء ضغط عالى وغياب الصرف الصحى وعدم توافر مياه الشرب لاهالى المنطقة ، مشددا على ان عملية تطويرها تستهدف القضاء على تلك المشكلات . ومن جانبها ، قالت السيدة بييرا سوليناز ممثل عن منظمة الهجرة الدولية للشرق الأوسط وإفريقيا إن المنظمة تسعى لدعم وتعزيز التلاحم والتناغم بين قاطني منطقة عزبة الهجانة، حيث أنها منطقة مهمة يعيش فيها العديد من اللاجئين ، موضحة أنها منطقة عشوائية يزيد فيها الفقر ويتنامى الشعور بعدم الرضا وعدم الإندماج في المجتمع بسبب ضعف الخدمات ، مثنية على التعاون المثمر بين المجلس والمنظمة في تنفيذ استراتيجية شاملة متكاملة في التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وبدائلها . فيما أوضح محمد عبد العزيز منسق حركة تمرد وعضو لجنة الخمسين ، الذى حضر اللقاء ، أن الطفولة والأمومة لا تنفصل عن خطة الدولة للتنمية ولا يمكن تحقيق التنمية الاجتماعية دون الاهتمام بالطفل والأم ، مؤكدا أن الاهتمام بالطفل يجعله قادرا على بناء وطنه وتركه يجعله يتجه إلى الإنحراف والتطرف ، وأن الاهتمام بالطفل والأم سيجعل مصر خلال 10 سنوات قوة إجتماعية وإقتصادية هائلة ، والتركيز على العشوائيات جزء أصيل نحو مستقبل جيد لتحقيق أهداف الثورة. وقال الدكتور علي النواوي مدير المشروع بالمنظمة الدولية للهجرة إن رؤية المنظمة في تنفيذ هذا المشروع هو الوصول الي التفاهم والتناغم بين جميع قاطني المنطقة من مصريين وغير مصريين عن طريق تقديم خدمات لكل المحتاجين دون تفرقة ، مؤكدا أن المشروع سوف يعمل علي إيجاد حلول لبعض المشكلات المزمنة والمتراكمة التي يعاني منها سكان المنطقة المستهدفة.