تيارات الإسلام السياسي لا تعبر عن كيان واحد أقول للفريق السيسي القيادة أهم من الرئاسة الخطاب الإعلامي المصري خطاب ارتجالي هناك بعض أفراد الشرطة يظنون أنه بمقدورهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وقف برنامج باسم يوسف "تهريج" لا شك أن الأحداث في بلادنا كثيرة ومليئة بالمستجدات السياسية التي تحتاج إلى توضيح ما يجري في الشارع المصري، حيث أن بها غموض في بعض المواقف التي تؤدي إلى الحيرة والقلق لدى المواطن، لذا أجرت شبكة الإعلام العربية "محيط" حوارا مع الدكتور عمار علي حسن الباحث في علم الاجتماع السياسي, وحاولت معه البحث عن تفسيرا لما يحدث.. محاكمة المعزول بماذا تعلق على محاكمة الرئيس المعزول؟ لقد رأيت أن هذه المحاكمة هي العزل الحقيقي لمحمد مرسى, لأنه ظهر للجميع أن كثيرون أيدوا محاكمته لما اقترف من أخطاء في حق الشعب, وخاب أمل الإخوان الذين ظنوا أن مؤيدي مرسي كُثُر ولن يقبلوا بالمحاكمة فحدث عكس ما تصورا, فرأينا بِضع مئات في الشوارع مما أكد رضا الشعب عن المحاكمة, كما ظهر أثناء المحاكمة أن رجال الإخوان ليسوا رجال دولة, فالطريقة التي تصرفوا بها كانت على قدرٍ عالٍ من الارتجال والصبيانية. ما هو التوصيف السياسي الصائب لتيارات الإسلام السياسي الموجودة على الساحة الآن؟ تيارات الإسلام السياسي لا تعبر عن كيان واحد فهي مختلفة فيما بينها وهذا التباين في الأداء واضح وظاهر, فهناك المتشدد فيهم وهناك الصوفي وهناك الخروجي, كما يوجد هناك فريق يؤمن بالعمل السلمي في ممارسة السياسة, وفريق ثانٍ ينتهج العنف في الممارسة السياسية, وهناك ثالث يؤمن بالتغير التدريجي والإصلاح على مَهَل, وبالتالي فتيار الإسلام السياسي ليس فريقا واحدا, كان كذلك وسيظل. هل ترى أن مشاركة الإخوان في النظام السياسي من جديد يكون صوبا؟ هذا الأمر بيدهم, فإن استمروا في حمل السلاح والتعاون مع التنظيمات الإرهابية فلن يتمكنوا من الاشتراك في العمل السياسي, فالسياسة لا تمارس بهذه الطريقة, أما إن أوقفوا تلك الممارسات وعادوا إلى كنف المجتمع, وارتضوا العمل في الإطار العلني, وألا تكون جماعتهم فوق الدولة فلا بأس, ودون ذلك لن يقبل أحد الأمر, فلا يوجد فريق يستطيع فرض سيطرته عُنوة على الدولة. انتحار الإخوان في كتابك الأخير "انتحار الإخوان" تنبأت بسقوط حكم الجماعة.. هل كان ذلك محض توقع أم كان يقينا؟ ولماذا؟ كنت على يقين بسقوط حكم الإخوان, لأنه من يقرأ التاريخ جيدا ومن يعلم طرفا منه وكان منشغلا بمتابعة الموقف السياسي إبان فترة حكم الجماعة, كان سيستقر في يقينه أن هذا الحكم لن يطول, وهذه ليست عبقرية بل قراءة في معطيات الواقع, فالإخوان افتقدوا للمقومات الأولية لإدارة الدولة, وخدعوا الجميع, وسقطوا سقوطا أخلاقيا. كيف ترى أداء جبهة الإنقاذ ورموز التيار الليبرالي؟ جبهة الإنقاذ وُلدت في ظرف استثنائي ولم تكن على مستوى تطلعات الشعب, حيث عَوَّل الناس عليها في قيادة الحركة الوطنية ضد نظام الإخوان ونظر إليها الخارج باعتبارها بديل للجماعة, ولكن التصدعات والتشققات التي حدثت داخلها, ووجود قادة على رأسها لديهم ميول مختلفة وكل منهم أراد توظيف الجبهة في صالحه في حال سقوط الإخوان وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, كل ذلك أدى إلى فشل الجبهة في كسب ود الشارع, فظهرت حركة تمرد التي خطفت الأنظار إليها عندما لاحت في الأفق, وعندما جاء الثلاثين من يونيو أشار الجميع إلى المؤسسة العسكرية, حيث وجدوا فيها ضالتهم, ولم يُشِر أحد إلى جبهة الإنقاذ كي تتولى هي زمام الأمور. مبارك تعمد التضيق علي التيار الليبرالي وهل ترى التيار الليبرالي لديه تأثير حقيقي؟ لقد تعرض هذا التيار لتضييق كبير متعمد أثناء حكم الرئيس مبارك, في حين ترك للتيار الديني مساحة للتحرك والتوغل في الحياة الاجتماعية, مع وجود بعض المضايقات, فكان يترك للإخوان قدرا من حرية العمل, وترك للسلفيين حرية الدعوة واعتلاء منابر المساجد, فأعطى لهم مساحة من الحرية أكبر من تلك التي منحها للتيار الليبرالي, وحين قامت الثورة وجد التيار الليبرالي نفسه هشا ضعيفا مفككا بلا إمكانات حقيقية. وبماذا تنصح التيار الليبرالي كي يشتد ساعده؟ يتوجب على هذا التيار بناء شبكات اجتماعية ترسو على الأرض, وأن ينخرط أكثر في الشارع, ويطرح رؤية لحل المشكلات القائمة حاليا, ويعمل على إفراز نخبة جديدة يُسَّوقها للرأي العام, وتعطى عنه صورة جيدة وانطباعا مقبولا, يجعله قادرا على مواجهة تحديات المستقبل السياسي في مصر. المرشح العسكري من الأفضل للمرحلة المقبلة وجود رئيس عسكري أم مدني؟ أتمنى أن يأتي الرئيس القادم مدنيا, وأقول هنا للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، إن القيادة أهم من الرئاسة, فهي تقوم على الرضا الشعبي أما الرئاسة فهي منصب سياسي, وبالتالي فالأفضل له أن يظل قائدا اجتماعيا وقائدا لقوات الجيش, وعلى الجانب الآخر يجب أن تُبنى المرحلة الجديدة على قواعد مدنية, عن طريق صلاحيات مُحددة للرئيس, وعلاقة فصل واضحة بين السلطات, مع تمكين الشعب من الحصول على انتخابات نزيهة لا تشوبها شائبة. لك مقال بجريدة الوطن بعنوان "الإعلام الأسود".. كيف ترى أداء الإعلام في الفترة الراهنة؟ الخطاب الإعلامي المصري خطاب ارتجالي عشوائي بلا خطة أو رؤية, وجزء منه يقوم على التحريض, ويجب عليه أن يلعب دورا أكثر تأثيرا من ذلك, لأن المعركة مع الإخوان معركة فكرية حتى الآن, لا أتصور أن إعلاما على هذه الشاكلة بمقدوره أن يربح هذه المعركة. بعد مقالك بجريدة الوطن "أين البديل".. أيا من القوى السياسية الموجودة تراها قادرة على قيادة الدولة؟ لقد طالبت في هذه المقالة القوى المدنية أن تجتمع وتدخل في تنسيق على قائمة موحدة في الانتخابات النيابية المقبلة, وحتى على مقاعد الفردي يجب أن يجرى تنسيقا أيضا كي تحوز أغلبية بالبرلمان, وتعمل ككيان مُوحد لفترة معينة قد تمتد لسنوات, وذلك لتعويض الفراغ السياسي الذي تركه الإخوان والحزب الوطني, فلا يوجد بديل الآن عدا القوى المدنية, كي تعبر عن نفسها وتقود الأمة في تلك اللحظة الفارقة, شرط أن تتحد على كلمة واحدة. أداء حكومة الببلاوي هل ترى أن أداء الحكومة يرتقى للمستوى المطلوب؟ أداء الحكومة بشكل عام سيء, ولكن هناك أفراد داخل الحكومة يبلون بلاءً حسنا مثل كمال أبو عيطة وإبراهيم محلب, ولكن الغالبية العظمى أياديهم مرتعشة يخشون التغيير السريع والمفاجئ ويخشون من المساءلة القانونية, كما يغيب عنصر التناغم بين وزارات الحكومة الواحدة, إضافة إلى أن رئيس الوزراء ليس بالقوة المطلوبة ولا بالثورية المفترضة, وكان يجب تطعيم تلك الحكومة ببعض العناصر الثورية. هل تشعر بوجود الشفافية وتوافر الحريات العامة لدى المواطن؟ هناك غياب واضح للشفافية والحريات العامة في خطر, وهناك بعض أفراد الشرطة يظنون أنه بمقدورهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء, وهناك تخوف على حرية الإعلام وعلى الحريات الفردية, ولكن هذا لن يفلح في ظل اليقظة التي أصبح عليها المواطن المصري الآن. ما تعقيبك على وقف برنامج باسم يوسف؟ وقف البرنامج "تهريج", والحلقة الأولى للبرنامج كانت إيجابية بالنسبة للسلطة, لأن الإخوان زعموا أن باسم يوسف كان جزءا من مؤامرة للإطاحة بمرسي, فلما ظهر باسم يوسف ينتقد أداء السلطة الحاكمة, بدا للجميع جليا أن هذا هو رأي الرجل الذي ينتقد السيسي والببلاوي وعادلي منصور, ومنع هذا البرنامج ليس في صالح السلطة تماما, وأنا أطالب الحكومة بعرض برنامج باسم يوسف على التليفزيون المصري.