بيروت: أكدت تقارير صحفية لبنانية ان تنظيم القاعدة بات يعتبر أن الساحة اللبنانية ساحة جهاد بعدما كانت ساحة نصره. وأشارت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية ،في عددها الصادر اليوم السبت،إلى أن مصادر أمنية واسعة الاطلاع أكدت عودة النشاط الاستخباراتي الدولي بقوة إلى الساحة اللبنانية، إذ أن بعض الأجهزة الغربية باتت تعتبر لبنان محطة أساسية من محطاتها الأمنية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أن عودة النشاط الأمني الدولي الموسع إلى لبنان يرتبط في نفس الوقت بما يجري من أحداث وتطورات أمنية متسارعة في عدد من دول المنطقة، وخاصة سوريا. وأوضحت مصادر للصحيفة أن البيان الاخير الذي صدر عن سفارات الولاياتالمتحدة واستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا لتحذير رعاياهم في لبنان من مخاطر تعرضهم للخطف، ومن التوجه إلى مناطق محددة في لبنان ينطلق من معلومات عن احتمال تعرض السفارات والشخصيات الدبلوماسية والرعايا الاجانب في لبنان لعمليات ارهابية، في ظل التوترات الامنية التي تشهدها المنطقة، وعلى خلفية الازمات الدولية القائمة وأبرزها الأزمة الأمريكية السعودية الإيرانية، جراء محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل جبير، وما يجري في ليبيا والعراق.
وكشفت الصحيفة عن أن فرق عمل أمنية تضم ضباطا وخبراء وصلت منذ شهر إلى عدد من سفارات دول كبرى في بيروت لمتابعة ملفات تتعلق بالانشطة الارهابية لتنظيمات أصولية وخاصة تنظيم "القاعدة"، مشيرة إلى أن التقارير الامنية الغربية تتضمن معلومات عن أن التحولات الجديدة في استراتيجية القاعدة تتجلى في سعي التنظيم لايجاد ساحات صراع جديدة لمواجهة الأمريكيين بديلا عن العراق وباكستان التي باتت وفق مسئولي القاعدة من أكثر الساحات خطورة واختراقا خصوصا بعد مقتل زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر قولها إن ناشطا أصوليا فلسطينيا شرح خلال لقاءاته مع مجموعة من مريديه وعناصره أن القاعدة باتت تعتبر الساحة اللبنانية ساحة "جهاد" بعدما كانت "ساحة نصرة"، وهي من أكثر الساحات التي تناسب تحركات الجهاديين لهشاشة الوضع الأمني فيها، وتوفر البيئة المناسبة والمتعاطفة مع توجهات القاعدة وادبياتها، فضلا عن تواجد سفارات أجنبية وقوات دولية تكون هدفا سهلا لعمليات القاعدة. وحسب المصادر فإن تنظيم القاعدة لن يجد صعوبة في التمركز في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان بسبب وجود كبير لتنظيمات أصولية متعاطفة معه، وهي في الاصل تتلقى دعما ماليا منه، كما أن معظم التحركات والاعمال الارهابية التي جرت في لبنان في الماضي أظهرت دورا أساسيا للقاعدة في تمويل هذه الأعمال الإرهابية. وقالت الصحيفة إن مضمون الاستراتيجية الجديدة للقاعدة أقلقت الامريكيين والاوروبيين، وهو ما دفعهم لتعزيز أنشطتهم الأمنية في أكثر من دولة وخاصة لبنان، الذي شهد مؤخرا سلسلة من العمليات الارهابية من خطف الاستونيين في البقاع إلى استهداف القوات الدولية، والتهديدات المستمرة التي تتلقاها سفارات ومؤسسات دولية من بينها "الاسكوا" . وأضافت الصحيفة أن التقارير الأمنية الغربية تشير إلى تسلل عناصر أصولية من العراق وباكستان إلى سوريا عبر دوار الصاخور في منطقة حلب، ومنها إلى لبنان بالتنسيق مع ناشطين اصوليين سوريين ولبنانيين، موضحة أن عبيد مبارك عبيد القفيل (سعودي الجنسية - 29 عاما) ولقبه ابو عائشة، هو المشرف الاول على ترتيب انتقال الخلايا الاصولية والمجموعات التي تحمل اسم "كتائب اسامة"، وهو مطلوب في الوقت نفسه للسلطات اللبنانية لتورطه في أعمال إرهابية من بينها تفجيرات استهدفت الجيش اللبناني في طرابلس. وقالت الصحيفة "تخشى الأوساط الأمنية الغربية من أن تستغل بعض الجهات الاقليمية اسم القاعدة في عمليات إرهابية تطال السفارات أو الشخصيات الدبلوماسية في لبنان، بقصد بلبلة الوضع الأمني في المنطقة وخلط الاوراق وارباك المجتمع الدولي بملفات أمنية لصرف النظر عما يجري في دول المنطقة من ثورات وتطورات".