أكد خبراء على أن الاتفاق المزمع بين إيران ودول كبرى حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني قد يسهم في هيمنتها على دول المنطقة. وقالا الكاتبان باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في معهد واشنطن المتخصص في سياسة الشرق الأدنى، ومهدي خلجي الزميل الأقدم, إن هناك إجماع واسع بين النخبة الإيرانية حول أن الاتفاق النووي مع واشنطن يخدم أهداف الهيمنة لطهران. ويرى الكاتبان في مقال لهما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن التحدي الذي يواجه إدارة أوباما هو اتخاذ خطوات من شأنها تجعل الاتفاق النووي ناجحا لمصالح الولاياتالمتحدة وليس لتسهيل هيمنة إيران في الداخل وفي المنطقة. وأكد الكاتبان أن هذا الرأي يؤيد أن الحاجز في اتفاق البرنامج النووي الإيراني ليس أمريكا إنما هو أوروبا وإسرائيل، مضيفين "أن المرشد الأعلى آية الله على خامنئي يشعر بقلق عميق إزاء جهود الغرب لتخريب النظام من خلال دعم حقوق الإنسان والحركة الديمقراطية في إيران". وأوضح الكاتبان أن العديد من الإيرانيين المتشددين مستعدون لقبول الصفقة النووية تحت أساس أن الغرب - وخاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما – يركز على أهمية الحد من خطر أسلحة الدمار الشامل. وأضاف الكاتبان أنه من الممكن أن يبشر تلك الاتفاق بالتغيير في السياسة الإيرانية، مشيرين إلى أنه بالنسبة للمتفائلين فإن من الممكن أن تسير الجمهورية الإسلامية على الطريق الصحيح لتصبح أقل ثورية وأقل دعم للنشاط الإرهابي وأقل استعدادا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وأقل التزاما بأجندة معادية للغرب وتتبع مصلحتها وليس الشروط الإيديولوجية. ويرى الكاتبان أن التفسير المتفائل من غير المرجح أن يحدث لأن خامئني يريد الابتعاد عن أي صفقات مع الغرب محذرا من أن الغرب غير جدير بالثقة ولن يفي بوعوده. ونوها إلى أن إسرائيل لديها سبب وجيه للقلق من أنه سيتم تخفيف العقوبات الاقتصادية والحد من الضغط على إيران وهذا يعني أن طهران لن تقبل قيودا أكثر على برنامجها النووي، كما أن المملكة العربية السعودية لديها أسباب قوية للقلق لأنه في مقابل الاتفاق النووي، إيران ستكتسب حرية لمواصلة أجندة الهيمنة في المنطقة وتوطيد نفوذها في سوريا والعراق، فيما يخشى الديمقراطيون الإيرانيون من أن أي اتفاق مع الغرب يبشر بنشاط متجدد للجمهورية الإسلامية. وتابع الكاتبان أن إسرائيل ودول الخليج والديمقراطيين الإيرانيين سيطمئنون بمتابعة أمريكا لشواغلها من حيث جهود إقناع حلفاءها لتهديد فرض مزيد من العقوبات على إيران لتبين لها مدى سوء الأمور في حالة عدم وجود اتفاق وجهود لدعم مقاومة أو معارضة وكلاء إيران مثل الرئيس السوري بشار الأسد والجهود المبذولة لدعم الديمقراطية في إيران. وأشار الكاتبان إلى أن التحدي الذي يواجه إدارة أوباما هو اتخاذ خطوات من شأنها تجعل الاتفاق النووي ناجحا لمصالح الولاياتالمتحدة وليس لتسهيل هيمنة إيران في الداخل وفي المنطقة.