أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس اليوم الخميس أن هناك أدلة جديدة على أن الصحفيين الفرنسيين الأربعة المختطفين فى سوريا لا يزالون على قيد الحياة. وأكد فابيوس فى مقابلة صباح اليوم مع قناة "اى تيليه" الفرنسية على ضرورة إنعقاد مؤتمر السلام الدولى بشأن سوريا أو ما يعرف ب"جنيف-2" من أجل وضع نهاية للصراع الدائر فى البلاد. وقال أن هناك ثلاث قوى حاليا فى سوريا الأول قوة الرئيس السورى بشار الأسد ، الذى لا يمكن من وجهة نظر باريس أن يستمر فى الحكم مع الارتفاع الكبير فى أعداد القتلى والجرحى والنازحين، ولكنه يحظى بدعم كل من إيران وروسيا. وأضاف أن القوة الثانية تتمثل فى الجماعات الإرهابية، والقوة الأخيرة هى المعارضة التى يدعمها المجتمع الدولى ومن بينه فرنسا، موضحا أن بلاده تأمل فى توصل "جنيف-2" إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكافة السلطات التنفيذية. وحول موقف باريس من مشاركة إيران فى مؤتمر "جنيف-2"، قال فابيوس إن كافة المشاركين فى المؤتمر لابد وأن يقبلوا بأسس المؤتمر والمتمثلة فى تسليم السلطة إلى الحكومة الانتقالية. وفيما يتعلق بما أعلنه تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب عن مسئوليتها فى عملية إغتيال الصحفيين الفرنسيين الاثنين مؤخرا بكيدال أعتبر فابيوس ذلك أمر "معقول" . وقال وزير الخارجية الفرنسى "نحن نحاول أن نتحقق ولكن هذا الاعلان يبدو معقولا" إذ أن التنظيم يعلن وبنفس الطريقة عن تبنيه عمليات سابقة فى إشارة إلى إعلان ذلك عبر "وكالة أنباء الصحراء" الموريتانية، التى نشرت بيان لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى تعلن فيها مسئوليتها عن قتل الصحفيين الفرنسيين الاثنين اللذين كانا يعملان لإذاعة فرنسا الدولية السبت الماضى بكيدال "ردا على الجرائم التي ارتكبتها فرنسا فى مالي". وأشار فابيوس إلى فرضية تعطل سيارة مرتكبى حادث اختطاف الصحفيين الاثنين قبل قتلهما، ولكن المؤكد أن السيارة توقفت فى الصحراء وفى تلك اللحظة تم تصفية الصحفيين الاثنين اللذين قتلا بالرصاص. وفيما يتعلق بالرهائن الفرنسيين الذين لايزالوا مختطفين فى منطقة الساحل..قال أن السلطات الفرنسية تواصل بذل جهودها لتحريرهم "ولكن لابد من التكتم". وحول التواجد العسكرى الفرنسى فى مالى أوضح فابيوس أنه لايزال هناك قوة قوامها 3 آلاف عسكرى، ولكن بعد الانتخابات التشريعية التى ستنطلق فى نهاية الشهر الجارى فى مالى سينخفض هذا العدد ليصل إلى ألف عسكرى فقط، ستركز مهمتهم على مكافحة الإرهاب. وعن ما تم إعلانه أمس بشأن وفاة الرئيس الفلسطينى السابق ياسر عرفات "مسموما"..قال وزير الخارجية الفرنسى أن هناك عملية قضائية جارية. وفيما يتعلق بالوضع فى جمهورية الكونغو الديمقراطية أكد أنه لابد من وضع نهاية للأزمة الإنسانية فى البلاد ووضع حد للمواجهات الدينية..مشيرا إلى وجود ما يقرب من 300 من العسكريين الفرنسيين بالكونغو، مضيفا أن دور فرنسا يتمثل فى مساعدة الافارقة من أجل إقامة واستتباب السلام فى القارة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسى أن اجتماعا سينعقد قريبا بالرباط لبحث سبل تأمين الحدود الليبية فى سياق مخاطر الجماعات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة..مشيرا فى الوقت نفسه إلى الصعوبات التى تواجه تونس فى هذا الصدد. وعما إذا كانت هناك احتمالات لقيام تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى بعمليات فى الاراضى الفرنسية شدد وزير الخارجية الفرنسية على ضرورة توخى الحذر. وبالنسبة لعمليات التنصت التى كشف عنها مؤخرا، والتى قامت بها وكالة الأمن القومى الأمريكية قال فابيوس إن هذه الأفعال "غير مقبولة" بين الدول الصديقة والحليفة معلنا أن باريس ستتوصل إلى اتفاق مع المكسيك للحد من التجسس كما فعلت ألمانيا مع البرازيل.