المتحدث بابا الفاتيكان: البابا فرانسيس لا يدعم الاتجاهات التبشيرية ويفضل التقارب والتعاون بين البشر. وزارة العدل الاسبانية: الدعوة لتغيير الدين الاسلامي مقابل الجنسية خبر عاري عن الصحة. عضو الجالية المصرية باسبانيا: لا يعني نفي الدولة عملية التبشير أن الأمر لا يحدث على الأرض. يجب أن نغير واقعنا بأنفسنا لنغير نظرة الغرب تجاه المسلمين. أثار التقرير الإخباري التي نشرته إذاعة هولندا الرسمية عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت ، حول قيام الحكومة الإسبانية بمنح الجنسية للمسلمين مقابل تغيير دينهم إلى المسيحية ، جدلاً واسعاً على الصعيد العربي والدولي، ودارت العديد من علامات الاستفهام عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حول صحة الخبر المنشور من عدمه. وبحسب التقرير الإخباري، الذي اطلعت عليه شبكة الإعلام العربية "محيط" والذي نشرته الإذاعة الهولندية ، فإن وزارة العدل الإسبانية ، أبرمت اتفاقية خلال الأسبوع المنصرم، مع رئيس مجلس أساقفة إسبانيا الكردينال أنطونيو ماريا روكو فاريلا، تفيد بتسهيل الحصول على الجنسية الإسبانية للمسلمين الراغبين باعتناق الديانة المسيحية الكاثوليكية . وحددت الاتفاقية ثلاثة شروط للمسلمين للراغبين في الحصول على الجنسية مقابل اعتناقهم المسيحية ، أولها ترتيل أغنيتين تخصان الطائفة الكاثوليكية ، وأن يحمل المتقدم لسيرة ذاتية تتميز بحسن السلوك ، بجانب دفع ضريبة قيمتها60 يورو يتم تقسيمها بين الدولة والكنيسة. وقد تابعت "محيط " أبعاد الأزمة وما تبعها من أحداث، والتقت بعضاً من المعنيين بهذا الشأن ، لمحاولة نقل صورة واقعية تجاه ما يحدث للعرب والمسلمين بإسبانيا في الوقت الراهن.بابا الفاتيكان يرفضمن جانبه نفى الأب فيديريكو لومباردى -المتحدث الرسمي باسم بابا الفاتيكان- أن يكون مجلس أساقفة إسبانيا قد أصدر قراراً بهذا الصدد ، مؤكداً أن الخبر عار تماماً عن الصحة. وأضاف، أن سياسة البابا فرانسيس -بابا الفاتيكان- لا تدعم في الوقت الراهن الاتجاهات التبشيرية، مشيرا إلى أن البابا أكد سابقاً أنه يفضل التقارب والتعاون بين البشر، دون النظر إلى الدين أو العرق أو الجنس، وأن سياسة الفاتيكان تتجه بقوة لإثراء الحوار بين جميع البشر، وجعل العالم أكثر سلاماً. لا صحة للخبر وفي السياق نفسه أصدرت وزارة العدل الإسبانية ، مساء أمس بياناً عبر موقعها الإلكتروني ، نفت فيه الشائعات التي دوت أصواتها عبر المواقع العربية ، حول منح الحكومة الإسبانية الجنسية للمسلمين، مقابل تغيير دينهم الإسلامي إلى المسيحية، مؤكدة إن الحكومة ما زالت تلتزم بالحقوق الخاصة بكافة الرعايا على أراضيها. يبلغ عدد المسلمين في إسبانيا 6.1 مليون مسلم، بينهم ما يزيد عن مليون من المهاجرين ، ونصف مليون من السكان الأصليين، الذين بقوا على الدين الإسلامي عقب انهيار الدولة الأندلسية . معاناة المسلمين يقول عماد العيادي -أحد أعضاء الجالية المصرية في إسبانيا، وباحث متخصص في حضارة بلاد الأندلس- أن المجتمع الإسلامي يواجه في إسبانيا أجواء مشحونة بالقلق والتوتر من جانب المجتمع الإسباني والكاثوليكيين ، نتيجة الخرافات الذي افتعلها الأسبان ، بعد سقوط دولة الأندلس، بالإضافة أن الاسبان يقرنون كل ما هو إسباني بالكاثوليكية ، في حين يأتي الإسلام بكل ما هو عكس لذلك.وأضاف العيادي، أن الأسباب السابق ذكرها، بالإضافة إلى الدعم الكبير من الحكومة الإسبانية إلى الكنيسة الكاثوليكية، يجعل الأمر يسير من سيء إلى أسوأ، ولا يعني نفي الدولة للشائعات الخاصة بالاتفاقية التي أبرمتها وزارة العدل الإسبانية، مع رئيس مجلس أساقفة إسبانيا الكردينال أنطونيو ماريا روكو فاريلا، والتي تفيد بتسهيل الحصول على الجنسية الإسبانية، للمسلمين الراغبين باعتناق الديانة المسيحية، كاذبة، أن هذا لا يطبق على أرض الواقع.وتابع الباحث ، أن هناك العديد من المراكز التبشيرية التي تستهدف في السر أو العلن الجالية الإسلامية، وتأتي الجالية المغربية في المقام الأول بالنسبة لهم، لافتاً أن جزء من الاتفاقية التي تبرمها تلك المراكز مع المسلمين المنشقين، هي تسهيل الحصول على الإقامة أو الجنسية الإسبانية. نبدأ بأنفسنا ويرى عضو الجالية المصرية باسبانيا، أن حل أزمة المسلمين في إسبانيا، يأتي من الجانب المسلم أولاً، فالمجتمع المسلم يعاني بصورة كبيرة من الانقسام والتشرذم، نتيجة الصراعات الداخلية بين الأصوليين والسلفيين، وما يتبع ذلك من خطابات دينية تحريضية على قيم المجتمع الغربي، وهذا ينعكس على الحياة الاجتماعية للمسلمين وانعزالهم على المجتمع المحيط بهم، ورسمهم لحدود نفسية غير صحيحة بين قيم الإسلام وقيم الثقافة السائدة. وبعد حل المشكلات السابقة، واندماج المجتمع الإسلامي داخل المجتمع الإسباني، يأتي دورنا كمجتمع فعال، للمطالبة بالنهوض بالنظام العلماني والمساواة بين جميع المواطنين، وإعادة النظر في القانون الدستوري للحرية الدينية، ثم محاربة الخرافات الشائعة ضد الإسلام والمسلمين، عن طريق حملات توعية، ليست على أساس التوعية بالدين الإسلامي فقط، بل على كافة المستويات الاجتماعية والفنية والرياضية، وهذا ما طبقه العرب المسلمين عقب فتح بلاد الأندلس.