قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن كوريا التي كانت تعد أحد المرشحين المستبعدين كقوة اقتصادية عظمى نمت خلال جيلين من الاقتصاد أحدهما من اقتصاد الفلاحين الذي دمرته الحرب إلى عضو يتم تمويله في العالم المتقدم، في حين أن دول أخرى قد تعثرت عن تلك الخطوات. وأضافت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، أن تحقيق النمو لا يتعلق فحسب بمسألة الموارد الطبيعية، أو النظم التعليمية, لافتة إلى الأبحاث الطموحة التي أجراها البروفيسور ريكاردو هوسمان في جامعة هارفارد والتي أكدت أن النمو مرتبط بالمعرفة على مستوى المجتمع، وليس الفرد كما حذر أيضا من لعنة النفط حيث تركز بعض الدول على نمو اقتصادها من النفط فقط وتتجاهل الإصلاحات اللازمة. ونقلت الصحيفة عن هوسمان أن المكسيك تقع في أفضل وضع لتنوع اقتصادها بين الطائرات، وتكنولوجيا المعلومات إلى آخره ولكن بعد أن ظهرت الأزمات المالية في الثمانينات والتسعينات لم تتمكن من أن تعيش على النفط وحده، لذلك بدأت في الاستثمار في شركات التصنيع على حدودها مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن البرازيل قد ركزت على قطاع مواردها من فول الصويا والتعدين حيث أكد هوسمان أن البرازيل نمت قليلا بشكل ملحوظ في سياق ارتفاع أسعار السلع الأولية محذرا من أنها إذا بقيت على تلك الوضع فان قدرتها على النمو ستعتمد على قدرتها على تنويع منتجات أكثر تعقيدا منوها أن البرازيل ليست في وضع جيد للقيام بذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن التنبؤات حول بقية العالم بديهية وعلى سبيل المثال تعد زيمبابوي في أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى هي البلد الأفضل موقعا للنمو. وترى الصحيفة أنه بالرغم من الاضطرابات بعد الربيع العربي إلا أن تونس ومصر تظهرا كبقع نمو واعدة في حين أن من المحتمل أن تكون قطر ضحية كلاسيكية ل"لعنة النفط" لأنه من غير المرجح أن يكون النفط مصدرا إضافيا للنمو، وبالتالي فإن بقية الاقتصاد لا يستطيع مساعدتها. من جانبه، يعتقد هوسمان أن الصين تقع في موقع متميز إلا أن التنبؤات حول النمو بنسبة 4.5 إلى 5 في المائة سنويا في هذا العقد يعتبر ركود لان النمو المعتاد في الصين تبلغ نسبته 7,5 في المائة على الأقل وهذه ليست أخبارا جيدة لبقية العالم لأنه إذا قل معدل النمو في الصين عن 5 في المائة يكون ذلك بمثابة هبوط اضطراري.