أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن أحدث الدراسات العلمية كشفت وجود علاقة طردية بين درجة حرارة الجو وكفاءة الجهاز المناعي. وأوضح أن البرد يمكن أن يؤدي إلى إنخفاض كفاءة العمل و زيادة معدلات الحوادث ، و يضعف أداء المهام العقلية المعقدة ، ويسبب البرد القارس ضعف المهام اليدوية و إنخفاض قوة العضلات والمفاصل و حيوية أصابع اليد ، مشيرا إلى أن النساء أكثر تأثرا بالبرد من الذكور حيث بينت الدراسات أن الإستجابة للبرد تختلف بين الإناث والذكور فبينما تنحفض درجة حرارة الإناث بصورة أبطأ من الذكور إلا أن قدرتهن على توليد الحرارة أقل مما يجعلهن أكثر شعورا بالبرد . وقال إن نزلات البرد من أكثر الأمراض شيوعا بين البشر و تصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد ، مشيرا الى ان نزلات البرد مسئولة عن ثلث أيام غياب الموظفين فى العالم عن أعمالهم و ثلثى أيام غياب الطلاب عن مدارسهم . ووصف نزلات البرد بأنها زائر ثقيل يحط رحاله على البشر لا يستثنى كبيرا أو صغيرا ولا يلبث أن يغادرهم إلى أخرين متسللا فى الخفاء مسببا صداع وأوجاع فى الجسم والعضلات والشعور بتكسير فى العظام فيجبر المرضى على التزام منازلهم والتغيب عن العمل والدراسة. واضاف أن أصابع الأطراف العليا والسفلى والأذنين والأنف هي من أكثر مناطق الجسم تأثرا بالبرد حيث أنها خالية من العضلات الهيكيلة التى تنتج الحرارة ، بالإضافة الى قيام الجسم بتوفير الطاقة للاعضاء الداخلية عند تعرضه للبرد و بالتالي يتم الحد من تدفق الدم إلى الأطراف . وذكر ان الجسم فى الجو البارد يحاول العمل على اتزانه حراريا وفى حالة فشله فى الإحتفاظ بدرجة حرارة الجسم الإعتيادية " 37 درجة مئوية " تنخفض درجة حرارة الإنسان ، لافتا الى ان عدم تدفئة الجسم يسبب إنخفاض درجة حرارة الإنسان إلى أقل من 35 درجة مئوية والتى ربما تهدد الحياة خاصة مع ضعف الجهاز المناعي وهو مايفسر وجود ضحايا لانخفاض الحرارة فى المناطق الباردة من العالم ووفاة العديد من سكانها تجمدا عند البرد القارس حيث يفقد الجسم 30 ضعفا من حرارته عندما يصبح فى إتصال مباشر مع سطوح رطبة باردة " مثل الجليد " طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". واوضح انه لحكمة آلهية يحاول الجسم الاحتفاظ بتوازنه الحرارى وتحدى البرد عن طريق انتاج الطاقة وتنشيط آليات الاحتفاظ بالحرارة من خلال ثلاثة عوامل هى درجة حرارة الجو، و الرياح، والرطوبة حيث تفقد اجسام البشر الحرارة عن طريق الإشعاع ، التوصيل، الحمل الحراري، و التبخر ، و الإشعاع و تزداد كمية الحرارة التى نفقدها بالإشعاع كلما زادت المساحة السطحية من الجسم التى تتعرض للبرد . واشار الى ان أصحاب بعض المهن يتعرضون لمعاناة مشاكل البرد اكثر من الاشخاص العاديين خاصة الذين يعملون في الهواء الطلق ، عمال الطرق ، منتسبو الجيش والشرطة ، عمال النقل و سائقو وسائل النقل الصيادون ، الغواصون والعاملون في مستودعات التبريد. يذكر أن مناعة الجسم تنخفض ويقل إفراز إنزيماته بإنخفاض درجة الحرارة، مشيرا إلى أن كل إنخفاض يعادل درجة واحدة مئوية يخفض كفاءة الجهاز المناعى بنسبة 40 %.