أبلغ وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، السفير الأميركي لدى برلين، استيائهم البالغ من قيام الأجهزة الاستخبارية الأميركية بالتنصت على هاتف المستشارة انجيلا ميركل الخلوي. وكانت الحكومة الألمانية، قد استدعت في وقت سابق، جون ب. أميرسون السفير الأميركي لديها، إلى وزارة الخارجية، للاستيضاح منه حول التقارير القائلة إن الاجهزة الاستخبارية الأميركية قد قامت بالتنصت على هاتف ميركل. وأضاف الوزير الألماني في التصريحات التي أدلى بها عقب انتهاء لقائه بالسفير الأميركي، أن عمليات التنصت المذكورة أذهلتهم للغاية، مشيرا إلى أن هذه التصرفات من الممكن أن تضر بعلاقات الصداقة بين البلدين، ومضى قائلا "إن التنصت على أقرب الأصدقاء أمر غير مقبول على الإطلاق". وطلب الوزير فيسترفيله الأميركيين "بتفسير كامل" للتقارير المذكورة التي تكاد تهيمن على القمة الأوروبية التي ستفتح في وقت لاحق اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، وأضاف قائلا "يجب أن توضع كافة الأوراق على الطاولة"، وأكد أنه لا يجب على الأطراف التي تثق في بعضها البعض، أن تتنصت على بعضها البعض. ولفت فيسترفيله إلى أن استدعاء أي سفير إلى وزارة خارجية الدولة التي يعمل بها "عمل دبلوماسي ليس بالهين"، موضحا أنه "إن لم يكن هناك أمر جد خطير لما سلكنا هذا المسلك". وذكر فيسترفيله أن السفير الأميركي، أكد له أنه سيبلغ الرسائل التي وُجهت له اليوم إلى إدارة واشنطن بكل صدق ووضوح. يذكر أن ميركل كانت قد قد ناقشت الموضوع مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما امس الاربعاء، في اتصال هاتفي جرى بينهما، وقال الأخير لها إن الولاياتالمتحدة لا تتنصت حاليا على مكالماتها ولن تفعل ذلك مستقبلا، الا انه لم يتطرق - أو ينف - قيام الاجهزة الاستخبارية الامريكية بالتنصت على ميركل في الماضي. وكانت الحكومة الفرنسية قد استدعت هي الاخرى السفير الامريكي لديها الاثنين الماضي بعد أن نشرت صحيفة لوموند تقارير مفادها أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد تنصتت على ملايين المكالمات الهاتفية لفرنسيين. وفي اليوم التالي، قالت الصحيفة ذاتها إن الوكالة قد تجسست أيضا على دبلوماسيين فرنسيين في واشنطن ومقر الأممالمتحدة. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد طالب بإدراج موضوع التجسس الامريكي على جدول اعمال القمة الأوروبية.