طرابلس: أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل اليوم الخميس انه لا صحة للأنباء التي ترددت عن اعتقال المعتصم نجل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي. وكانت الانباء قد تضاربت بشأن اعتقال المعتصم ، ففي الوقت الذي نقلت فيه وكالة "رويترز" للانباء عن العقيد عبدالله ناكر رئيس "المجلس الثوري" في العاصمة طرابلس إن قوات المجلس الانتقالي الليبي تمكنت الأربعاء من إلقاء القبض على المعتصم أثناء محاولته الهرب من بلدة سرت المحاصرة ، نقل مراسل قناة "الجزيرة" عن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل قوله انه لا صحة للأنباء التي ترددت عن اعتقال المعتصم . وقال مراسل "الجزيرة" أن المستشار مصطفي عبد الجليل أكد له انه لم يصل الي الآن أي خبر مؤكد بخصوص اعتقال المعتصم ، مشيرا الى انها شخصية لاتهم المجلس الانتقالي، وأنها أخذت أكثر من حقها. وأوضح ان المجلس الانتقالي سمع الأخبار عن وكالة "رويترز" التي نشرت الخبر. واضاف المراسل انه تم التحدث مع أحد القادة الميدانيين وهو برتبة مستشار أمني لمصطفي عبد الجليل والذي أعطي نبأ اعتقال المعتصم الي وكالة "رويترز"، والذي قال له أنه لم يؤكد الخبر للوكالة.
وكانت وكالة "رويترز" للأنباء نقلت عن مصادر في المجلس الانتقالي قولها إنه جرى نقل معتصم إلى بنغازي حيث يخضع للتحقيق، مضيفة أنه اعتقل عندما كان يحاول الهرب بسيارة مع إحدى عوائل سرت.
وقد سمعت أصوات إطلاق نار كثيف في العاصمة طرابلس مساء الأربعاء احتفالا بإلقاء القبض على معتصم.
وقالت مصادر عسكرية ليبية أنه نقل إلى معسكر بواطنه في بنغازي، وأن حالته الصحية جيدة ولو أنه يعاني من الإرهاق.
وقال مسئول آخر في المجلس الانتقالي ل "رويترز" إن معتصم قد حلق شعره الكثيف في محاولة للتمويه.
وتقول قوات المجلس إنها تسيطر الآن على معظم بلدة سرت بعد قتال عنيف خاضته ضد القوات الموالية للقذافي.
ولو صح الخبر، سيكون المعتصم أول أولاد القذافي يقع في قبضة قوات المجلس الانتقالي. أما القذافي نفسه وولده سيف الإسلام، فيعتقد أنهما موجودان في الصحراء الليبية الجنوبية، بينما هربت ابنته عائشة وولداه هنيبعل ومحمد وزوجة القذافي صفية إلى الجزائر في أغسطس / آب الماضي، بينما هرب الساعدي القذافي إلى النيجر.
وكان مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي قد عبر عن تفاؤله يوم الأربعاء بأن المجلس سيتمكن قريبا من إعلان النصر النهائي على نظام القذافي. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحفي مشترك عقده في بنغازي مع رئيس الوزراء التونسي الباجي قايد السبسي "آمل ان نتمكن من أن نعلن عن تحرير البلاد في غضون اقل من أسبوع واحد، بعد أن نحرر سرت". ومضى للقول: "وفي غضون اقل من شهر، سنشكل حكومة انتقالية سيلعب الشباب والنسوة أدوارا فيها". وكان المجلس الانتقالي قد قال إن الاستيلاء على سرت يعتبر خطوة مهمة ستمكن المجلس من إدارة البلاد بأكملها لأنها ستضمن سيطرته على كافة الموانئ الليبية.
وبشأن تأمين الحدود ، أكد عبد الجليل أن ليبيا وتونس تعملان معا لتحسين الرقابة على حدودهما المشتركة، مضيفا إن الجهود المشتركة هي لتوفير الأمن للجانبين على الحدود وأن وزيري الدفاع والداخلية من البلدين شاركوا في الاجتماع وأنهم سيتعاونون معا لوضع رقابة أفضل على الحدود. ومن جانبه، أوضح قائد السبسي أن "أمن ليبيا هو أمن تونس ولحد الساعة الأمور الأمنية على أحسن ما يرام".
وكانت الأممالمتحدة قد رأت في انتشار الأسلحة في ليبيا مبعثا لقلق كبير وقالت إن حكام ليبيا الجدد في حاجة إلى تشكيل شرطة وجيش مناسبين ليحلا محل مئات الميليشيات المشكلة أساسا من متطوعين.
كذلك وصفت النيجر، الجارة الجنوبية لليبيا، خطر تهريب الأسلحة عبر الحدود بأنه متفجر، في حين قالت الجزائر إنها قلقة من أن يتمكن متشددون من القاعدة من استغلال الفوضى في ليبيا للحصول على أسلحة.
ويخشى جيران ليبيا ألا يتمكن المجلس الانتقالي من تأمين الأسلحة التي خلفها النظام القديم حال بسط سيطرتهم على كامل أراضي البلاد.
سياسيا، أعلنت وزارة الخارجية الكرواتية الأربعاء أن كرواتيا أعادت فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس بعد ستة أشهر على إغلاقها لأسباب أمنية.
وقالت الوزارة إن القائم بالأعمال فويكو سينكر سيتولى في الوقت الراهن إدارة شؤون السفارة حتى وصول سفير كرواتي جديد إلى ليبيا.
وكانت كرواتيا التي اعترفت في أغسطس/آب بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته السلطة الشرعية في ليبيا، قد أجلت قبل إقفال سفارتها في طرابلس في أبريل/نيسان من ليبيا، 400 من رعاياها الذين كان معظمهم يعمل لحساب 10 مؤسسات كرواتية متخصصة بالبني التحتية