في واحدة من كبرى إنتاجات السينما اللبنانية ، كان فيلم "حبة لولو" الذي خرج إلى النور في العرض الخاص بالعاصمة اللبنانية بيروت بعد تكلفة لم يشهدها فيلم لبناني من قبل تجاوز المليون دولار أي ما يعادل 7 ملايين جنية مصري. الفيلم يقدم مشكلة موجودة في المجتمع العربي ، تدور في إطار وضع المرأة في منزلق اجتماعي تعاني منه الفتاة "لولو" التي قدمت أزمة "بنت الحرام" كما هو دارج عربيا ..الإبنة التي تعيش بدون أوراق ثبوتية أو أسم تحمله بعد أن عاشت أمها حياتها في علاقات فجاءت ب"لولو" التي تدفع الثمن للمجتمع , فهي تعيش بدون هوية ، لا يحق لها العلاج في المستشفى أو التعلم في المدارس والجامعات لأنها ليست محسوبة على المجتمع فلا يوجد لها "دية" مشكلة "لولو" التي تقدمها الممثلة "زينة مكي" كانت حوار البداية في العمل ، وبطبيعة الحال تربطها علاقة ب"الحبات" وهم "تقلا شمعون " و"لورين قديح " ومن هنا جاءت فكرة "حبة لولو" .. ف"لولو" التي رفضها المجتمع ولم تجد سوى المجتمع الليلي السري لكي تعيش وتصاحب الرجال وتقضي الوقت مع من يدفع أكثر فلم تجد سوى "لورين" هذه الفتاة التي تعمل هي الأخرى في "الدعارة" وتكتسب منها حتى توفر لنفسها ثمن كأس التكيلا بعد أن عاشت في تفكك أسري ومن هم يلهثون من داخل منزلها ليتمتعون بجسدها. المخرجة "ليال" وفريق عملها استطاعا نقل الصورة بحرفية وحقيقة قل نظيرها فكان الإخراج ملفت والإضاءة أيضا ، حركة الكاميرا والتقطيع والموسيقى كلها عناصر أضافت النجاح للفيلم. الفيلم الذي حمل تركيبات وتداخلات ، بذلت فيه المخرجة "ليال م. راجحة" مجهود كبير حتى يأخذ هذه الصورة حول قصة واقعية جريئة تنقل وقاحة المجتمع وفجوره في أغلب الأحيان، الفجور الذي لا يتمثل بالفاجرات إنما باناس عاديين يختفون داخل حبة اللؤلؤ وهم يحتوون قذارة العالم في داخلهم على حد قولها. الفيلم خليط من الضحك والبكاء، يتناول الدعارة على الطريق وفي الأوتيلات، يظهر التناقض الكبير بين لبنان البهي وشعب يعيش في بحبوحة كبيرة وبين القسم الثاني الذي يعيش في مستنقع من الرمال المتحركة "ناس فوق الأرض وناس تحت الأرض"، ويحكي عن الأطفال غير الشرعيين ومصيرهم في الحياة. بطلة العمل "تقلا شمعون" أكدت أنّها وافقت على المشاركة والمخاطرة في هذا العمل لأنها أحبّت الدور كثيرا واقتنعت به، خصوصا أنه جديد بالنسبة إليها وفي مسيرتها المهنية، فهو يتناول امرأة تعيش في حي شعبي ولديها فتاة، لافتة إلى أن الشخصية غامضة تعيش لوحدها بعيدة عن الجميع، وتعمل في صناعة العطور لإعالة عائلتها وتأمين عيشها.