عندما تعامل الرئيس المصري المخلوع مبارك مع شعبه بغباء قامت ثورة 25 يناير 2011 وكانت فرصة لتصحيح الأوضاع والانتقال بالبلاد نقلة حضارية ، الا أن الانقسام الحاد داخل المجتمع ومحاولة كل فصيل الوصول الى الحكم بأي وسيلة أدي الى ضياع هذه المنحة الربانية . ويبدوا أن الجميع قد تعاملوا بغباء مع هذه الثورة من البداية حيث أن شباب الثورة ومن ساندهم من الشعب سلموها الى القيادة العسكرية التى يثق الجميع فيها الا أن هذه القيادة كانت تربطها علاقة وطيدة بالنظام الفاسد وتحت ضغط خارجي وداخلي تم تحويل مسار الثورة عن أهدافها وتم اسقاط رأس النظام وبقي النظام على ماهو عليه وكان هذا تصرفا غبيا من قيادة من المفروض أن تتعامل مع الأمور بحنكة وذكاء ، وأدى ذلك الى بزوغ نجم الاخوان المسلمين الذين استطاعوا أن يجعلوا الشعب يلتف حولهم ويطالب يسقوط حكم العسكر وقد كان ووصل الاخوان الى سدة الحكم ووقفت أمريكا بجانبهم على أمل ترويضهم وجعلهم يدورون في فلك مصالحها ، وبغباء أيضا منقطع النظير حاول الاخوان اقصاء باقي الفصائل والتغلغل في كل مفاصل الدولة ، وبالرغم من حسن النية الا أن هذا التصرف أدى الى وقوف جميع المعارضين في وجه هذا الحكم الاخواني وانضم اليهم الفاسدين من فلول النظام السابق بهدف اسقاط الدولة والتخلص من حكم الاخوان وكان سلاحهم الرئيس هو الاعلام الفاجر المضلل والضوء الأمريكي الأخضر بعد تأكدهم أن الاخوان ليسوا على هواهم ولن يدوروا في فلكهم ، وتدخل العسكر مرة أخرى تحت غطاء شعبى ممنهج به كثير من التدليس وبغباء أيضا أطاحوا بالرئيس المنتخب وعزلوه وقاموا بتعيين رئيس مؤقت وحكومة من فصيل واحد واتبعوا نفس سياسة الاقصاء التى مارسها الاخوان ، ولأن ميزان القوى يميل في صالحهم بدأوا في ممارسة عمليات القتل والاعتقال لكل من يخالفهم الرأي ووصل ذلك الى ذروته في فض اعتصامي رابعة والنهضة وقتل من قتل وامتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين مما أدى الى سقوط البلاد في دوامة العنف والانقسام . واذا استمرت الدولة تدار بهذا الاسلوب الغبي فلن ينصلح لنا حال وهذ هو مايريده أعداء الأمة ، والحل يكمن في عودة الجميع الى رشدهم والجلوس على مائدة واحدة بشرط أن تخلوا هذه المائدة من الفاسدين وأصحاب النوايا السيئة وهم معروفون ولنعطي فرصة للعقلاء ، فهل من مجيب !!