أكد الملحن والمطرب أحمد الحجار في حواره مع "شبكة الإعلام العربية محيط" أنه المسئول الأول عن أغنية أخوه علي الحجار المثيرة للجدل "احنا شعب وانتوا شعب"، مشيرا إلى أنه من قام بتلحين هذه الأغنية، والملحن هو أول من يتعايش مع الكلمات ويفرزها. كما أنه اعترض على جملة وتم حذفها من الأغنية دون اعتراض من الشاعر كاتب الكلمات مدحت العدل، أو المطرب علي الحجار.. وإليكم الحوار: كيف رأيت الهجوم على أغنية على الحجار وأنت من لحنها؟ أنا موجود الآن في مدينة "جمصة" لعملي في مسرحية "عجايب الزمان"، ولم أعلم حجم الهجوم على الأغنية لأن علي لم يريد أخباري رغم اتصاله الدائم بي حتى لا يقلقني، ولم أعرف إلا من خلال اتصالات الاصدقاء ثم اتصالي بعلي فأكد لي وشرح لى الوضع. هل كنت تتوقع هذا الهجوم على الأغنية وأنت تقوم بتلحينها؟ أولا أنا لولا أنني وجدت جمله "رغم أن الرب واحد" التي تسبق الجملة التي اثارت الجدل "لينا رب وليكوا رب" ماكنت لألحن هذه الأغنية. وبالفعل كان هناك جمله أخرى اعترضت عليها كان معناها أن المصريين هم أول الموحدين بالإشارة إلى دعوة إخناتون للتوحيد، واعترضت عليها بشدة ورفضت تلحين الأغنية إذا ظلت موجودة؛ لأن أول الموحدين معلوم للجميع وهو سيدنا آدم، ومن بعده سيدنا نوح والأنبياء جميعاً. وهل كان هناك اعتراض على حذف هذه الجملة من الشاعر مدحت العدل أو من علي الحجار؟ على العكس تماما، فقد كان هناك تفاهماً كبيراً منهم، وخاصة من مدحت العدل، الذي ترك لنا الحرية في اختيار ما يناسب الأغنية. ولو لم تكن هناك جملة "رغم أن الرب واحد" كان الاعتراض على الأغنية سيكون مقبولاً ومنطقي، لكن هذه الجملة أكدت أن الرب واحد للجميع، لكن ما جاء بعدها يشير إلى أن لكل إنسان منا فهمه ورؤيته لله عز وجل، فهناك من يفهم أن الله رحمن رحيم وأيضا جبار منتقم، وهناك من يراه فقط منتقم ويعاقب أي من يخطئ دون إشارة إلى باب التوبة الذي تركه الله مفتوحاً للجميع وأعطى نفسه أسم التواب. البعض أشار إلى أن الأغنية هدفها إقصاء وتكفير الإخوان؟ الأغنية والكلمات لا تتحدث عن فصيل بعينه، بل هي تتحدث عموماً عن صاحب أي فكر خاطئ للدين ومن يعطون أنفسهم الحق في تكفير الآخرين، ومن يتحدثون على أنهم يضمنون دخولهم الجنة دون غيرهم، وكأن المولى سبحانه وتعالى اعطاهم توكيلاً بذلك!. وهذا فهم خاطئ للدين؛ لذلك نحن لم نكفر أحداً أو نقصى أحداً، بل نتحدث عمن يمارسون هذا مع الآخر لمجرد اختلافه معهم في الرأى والفكر. في وجهة نظرك لماذا انتشر بيننا هذا الفكر الخاطئ للدين؟ سأعطيك مثالاً رأيته بعيني في مدينة 6 أكتوبر التي أسكن بها، وجدت فتاة تقول لأخيها الأصغر لتنهيه عن عمل شئ معين "ربنا هيدخلك النار إذا فعلت هذا" فرد الطفل عليها وقال: "أنا مبحبش ربنا"، ومن هنا علمت أن هذا الطفل تربى على أن الرب يعاقب فقط ويدخل النار ويعذب، وكان الأولى أن يربى كطفل على أن الله هو الرحمن الرحيم وأن رحمته وسعت كل شئ، وأنه إذا فعل الصواب سيدخله الله الجنة، وإيضا أن الله يعاقب المخطئين لكنهم دائما أمامهم الفرصة للتوبة، وحين يتوبوا يغفر لهم الله. وهذه هي الفكرة الأساسيه للأغنية. لكن الكاتب مدحت العدل كان يقصد بها الإخوان حين كتبها؟ مدحت العدل حين كتبها قصد كل أصحاب هذا الفكر المتطرف، ومن بين هؤلاء بعض الإخوان والأمثلة كثيرة على أنهم من أصحاب هذا الفكر، افليسوا هم من يتزوجون من بعضهم دون غيرهم؟، ويتحدثون على أنهم لا محالة في الجنة؟، وكأن الله أعطاهم توكيلاً بذلك!!، وأن من يخالفهم كافر وسيدخل النار. أليسوا هم من قالوا "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار"؟! وهذه الجمله قيلت أيام الرسول عليه الصلاة والسلام للكفار. إذاً فهم من يكفرون الآخر ويقصوهم، وهم لا يعلمون ما في صدور الناس وعلاقتهم بربهم. وهناك قصة في عهد الرسول (ص) فيما معناها أنه عندما قتل أحد الصحابة رجلا في ميدان أحد الغزوات، وكان الرجل قد نطق الشهادة قبل أن يقتل فسئله الرسول الكريم (ص) "لماذا قتلته؟" فقال الصحابي أنه نطق الشهادة خوفاً من الموت وليس إيمانا منه، فرد عليه الرسول وقال هل شققت عن صدره؟؛ لذا أقول لهم هل شققتم عن قلوبنا وصدورنا لتعلموا مدى إيماننا؟. لماذا الهجوم على الأغنية اتجه إلى علي الحجار فقط ولم يتم توجيه التهم إليك أو إلى مدحت العدل بنفس القدر؟ أنا فعلا عاوز أدخل نفسي أنا ومدحت في هذا الامر، لكن دائما الأغنية بتنسب للمطرب، ولكن يمكن علشان علي كان ليه مواقف ضد الإخوان واضحة في عهدهم، فوجدوها فرصة ليخلطوا الحابل بالنابل، ويجدوا فرصة ليتعاطف معهم الشعب الذي ثار عليهم بسبب أفكارهم. لكن أنا مسئول قبل علي الحجار عن الأغنية، فالملحن هو أول من يتعايش مع الكلمات ويفرزها، ولا أرى فيها أي شئ ضد أشخاص، بل هي ضد كل صاحب فكر خاطئ. أخيراً ما هو شعورك وأنت تخوض تجربة التمثيل على المسرح؟ تجربة جيدة وأترك الحكم فيها للجمهور، لكن المسرحية عموماً تلق نجاحا كبيرا الآن، ونحن نعرضها على مسرح "جمصة" وسنعود لتعرض في القاهرة الأيام المقبلة. وسعيد أنني شاركت كوكبة من الفنانين الكبار كالفنان مجدي فكري، حنان عطية، نواعم، والفنان الكبير حمادة سلطان والمخرج ممدوح درويش.