الجاهلية تعود للدقي .. والسكان ل"محيط": نريد حياة آدمية الأوبئة تنتشر بالمساكن .. والإهمال سيد الموقف الجاهلية تعود للدقي .. والسكان ل"محيط": نريد حياة آدمية على بعد أمتار من " الدقى " أشهر وأرقى مناطق محافظة الجيزة ، تسمع أصوات صراخ أطفال ونساء تقشعر لها الأبدان ، صور أناس تركت ضجيج الحياة أثرها على وجوههم ، أطفال عراة يعبثون فى برك من الصرف الصحى لايهتمون بالأمراض ... إمرأة عجوز تجلس تتأمل المارة .. تدعو الله أن يرزقها حياة كريمة قبل ختام عمرها .. كلمات سمعتها "محيط " هنا عند " سكان عشش السكة الحديد " بالدقى على الرغم من موقع المنطقة المتميز ، يصعب علينا دخولها أو المرور فيها وبين مساكنها أو في شوارعها، أصرت" شبكة الإعلام العربية _محيط " على إستكمال جولتها الميدانية وتكشف ماوراء الستار .. حيث وجدنا أن المبانى تم بنائها عشوائى و بشكل كبير والخروج منها أصعب من الدخول فيها، فالمنطقة مثل علب السردين المغلقة لا تستطيع سيارة مطافئ ولا إسعاف ولا شرطة أن تدخلها، فشوارعها ضيقة وملتوية مثل الثعابين، أما المساكن هنا فهي في حالة تردي تام فهي مبنية من الصفيح أو الطين أو الخشب.. كماوجدنا آخرون يعيشون مع الحيوانات في حالة تآلف تام وسعي مشترك علي الرزق ولقمة العيش . " العصر الجاهلى " يقول رجل تركت سنوات عمرة الخمسون أثرها على وجهة يدعى "سيد سالم" أنة يعيش حياة غير آدمية فلا توجد مياة أو كهرباء أو أى عوامل مادية تساعد على المعيشة حتى وصل الأمر إلى قضاء ليلتة على البورش وسط غرفة من الصفيح لا حمام ولا مياه ولا كهرباء وكأنة فى العصر الجاهلى، وقال أنة لدية أبن وحيد عاجز عن العمل وينتظر مساعدة أهل الخير، وأستكمل "سالم" حديثة قائلاً : أنه مثل غيرة من أهالى المنطقة لانريد سوى الحاجات الأساسية ولا نريد الترف والبزخ فنحن نحلم بحياة كريمة ، وأشار أن منزلة المتكون من موجوعة من الأخشاب التى لاتتجاوز الثلاث امتار قد أنهدمت أكثر من مرة على رأسه ، ناهيك عن معاناتة فى شهر الصيف من شدة الحر الذى يتوهج داخل غرفته ، وتتجدد المآساة فى الشتاء فيجد الهواء تتدخل غرفتة كطلقات النار تصيب جوانبه بالمرض ، كما قال أيضاً أنة أصيب مؤخراً بمرض ضيق التنفس وذلك لما يستنشقة من روائح الكريهة النابعة من ماء المجارى أمام غرفتة . " تملك المنطقة " الوضع المآساوى لاينتهى عند هذا الحد، فالأهالى هنا مهددون بالطرد في أى لحظة الأمر يؤكدة "محمود النجار" ، عامل فخار" قائلاً ، أن عدة شركات كانت تقدمت إلى المحافظة عارضة شراء أرض المنطقة وترحيل سكانها مع إعطائهم وحدات بديلة في المدن الجديدة ، رغبة منها في تحويل الأرض إلى مساكن فاخرة وبيعها بأسعار فلكية، وهو مايرفضه الأهالى الذين يطالبون بتطوير المنطقة مع بقائهم فيها ويضيف، منذ فترة تهدم البيت الذي كنت أسكنه لأنه كان مبنياً من الطوب اللبن . "مشاركة الحيوانات " أقيم حاليا مع زوجتي وأولادى في خيمة من القماش وسط مقلب القمامة ... بهذة الكلمات يقول "سامح يزيد " الذى يبلغ من العمر 39 عاماً فيرصد معاناته، ويستكمل قائلاً أنة هو وزجتة لايستطيعون أن يتعايشون مع الوضع ونظراً لعجزة عمن شراء شقة من خارج المنطقة فهو يحاول أن يتعايش ، ولكن أكد انة ليس كالبشر يستطيع أن يتعايش مع زوجتة كباقى الأزواج وذلك لأنة يعيش فى عشة لا تتجاوز أربعة أمتار ، وقال أن المنطقة لاتوجد بها صرف صحى الأمر الذى جعلهم يشاركون الحيوانات فى مآواهم لقضاء حاجاتهم . ومن سامح ل"صابر عبد المنعم " الذى يبلغ من العمر 43 عاماً، ولديه من الأولاد 9، يعيش فى المنطقة منذ 23 عاماً، يقول منذ إقامتى فى المنطقة أعانى من غياب الصرف الصحى والكهرباء ومياه الشرب الآدمية التى تعد أبسط حقوق البسطاء فى منطقة تعد من أفضل مناطق الجمهورية وهى الدقى ،فالكهرباء مرتبط توصيلها بتشغيل كهرباء كوبرى السكة الحديد ليلا فإذا تم إطفاء الكوبرى تنقطع الكهرباء عن الجميع فى العشش. " النظام السابق " وأنتقد "عبد المنعم " النظام السابق الذى لم يفكر مطلقاً فى سكان العشوائيات والعشش على الإطلاق وتفرغ لبناء القصور والفيلات ونهب أراضى الدولة، وكذلك الأمر بالنسبة لمحافظى الجيزة منذ عهد المحافظ عمر عبد الآخر حتى محافظ الثورة الدكتور على عبد الرحمن، الذى وعد بإزالة العشش وبناء وحدات السكنية إلا انه بمجرد مغادرته المكان لحق به كل من جاء ليبنى الوحدات السكنية. "إنتشار الأمراض والأوبئة " ورصد "عبد المنعم " عدد من المشاهد البشعة التى يعانى منها سكان المنطقة والتى حفرت فى ذهنه وذهن أولاده، تبدأ مع استيقاظه من النوم على الروائح الكريهة لل"الطرنشات البلدى" التى تصيبهم بالتهابات فى الأعين، وانقطاع مياه الشرب لعدم وجود مواسير مياه، وكذلك الناموس والروائح والذباب التى تصيب قرابة 1000 طفل بالأمراض من أعمار الولادة حتى 7 سنوات، وهو الأمر نفسه يعانيه السكان من غياب الأطباء وفرص العمل وقلة الدخل . ويتفق "حسام حنفى" حرفي من أهل المنطقة مع ماسبق فيقول: إننا هنا لا نعاني فقط من الإهمال بل نعاني بأننا أصبحنا خارج الزمن، فالأطفال تصيبهم الأمراض من القمامة الملوثة ويضيف: إننا نريد أن نعيش في سكن آدمي بالطبع ، ولكن لن نترك بيوتنا التى لانمك سواة. من جهته تقول" شادية السيد " ربة منزل: أن كثرة الشقوق التي تحاصر الحجرة المتواضعة التي تعيش فيها هي وأطفالها، جعلت هاجس الشعور بأنهيار العشة فى أي لحظة يسيطر على شعورها، وتضيف: أنها تتمنى أن تعيش في مكان خالٍ من الأوبئة وتحمى أولادها الأمراض، مضيفة أنها تتمنى أن تعيش حياة كريمة لان للفقراء حقوق على الدولة. "البؤر الإجرامية" فيما تؤكد" سارة سيد " طالبة جامعية على أن الجميع هنا يعيشون في منطقة غير آدمية، مشيرة إلى أن الكثير من السكان مصابون ب "فيروس سي" نتيجة للمياه الملوثة، إضافة إلى مقالب الزبالة التي تحاصرهم ، رافضة مايردد دوما من أن العشوائيات هي بؤرة إجرامية ومصدر لتجارة المخدرات، مشيرة إلى أن البؤر الإجرامية وبيع المخدرات متواجدة في مصر كلها وليس في مناطق محددة، لافتة إلى أن من يتحدث تريد أن يلصق كل التهم بالعشوائيات غير مدرك بأن هناك جزء كبير من هؤلاء مواطنون صالحون وتضيف: أدعو الله أن أعيش في بيئة نظيفة حتى لا نصاب بالأوبئة المحيطة بنا هنا.