أكد الفنان د. هيثم عبد الحفيظ مدير الإداة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية بهيئة قصور الثقافة ل"محيط" أنه تم إتلاف عدد من الأعمال الفنية المتواجدة في قصر ثقافة "سوهاج" وسرقة خمس لوحات، وذلك أثناء اقتحام القصر يوم 14 أغسطس الماضي. وقال عبد الحفيظ أنه تم كتابة تقرير كامل عن الواقعة، قدمته الباحثة وفاء هاشم عبد الرحمن شرحت خلاله كيفية إتلاف الأعمال وسرقة بعضها؛ حيث أنه اثناء تواجد الموظفين بفرع ثقافة "سوهاج" يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة تم تجمهر العديد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان الثقافة المقابل لقصر ثقافة "سوهاج"، وبحلول الساعة التاسعة صباحا بدأت الأحداث التصعيدية من تكسير لأحد عربات الشرطة وقطع الطريق أمام مبنى الثقافة؛ مما أدى إلى حدوث هرج مابين الموظفين، وتم الأمر بانصراف جميع السيدات من مبنى فرع ثقافة سوهاج وقصر ثقافة سوهاج، والذي تبعة انصراف لجميع العاملين. وخلال الفترة من الساعة التاسعة والنصف وحتى الساعة الحادية عشر تقريبا وقت وصول قوات الأمن إلى المنطقة تزايدت أعمال العنف جراء تصعيد الأحداث، ونتيجة لحالة الغضب التي اجتاحت مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، قاموا بالتعدي المضاد على عدد من المحلات والمنشأت الخاصة والعامة بمحيط ميدان الثقافة، وقد تم خلال تلك الفترة والأحداث التعدي على مبنى قصر ثقافة سوهاج ضمن العديد من المنشأت التي تم مهاجمتها. وفي يوم الخميس الموافق 15/8/2013، تم اعطاء جميع العاملين بالفرع أجازة ومن ذهب إلى العمل منع من دخول الموقع من أخصائي الأمن بفرع ثقافة سوهاج لحين معاينة النيابة لآثار التخريب. ويوم الأحد الموافق 18/8/ 2013 وبالذهاب إلى العمل كان الوضع أسفر عن وقوع بعض الخسائر بقاعة الفنون التشكيلية والمقتنيات الخاصة بها وبيانها بالمعاينة الفعلية والتصوير الضوئي للوقوف على حجم الخسائر والتلفيات بها؛ حيث تم تهشيم الباب الزجاجي لمدخل قاعة الفنون التشكيلية الرئيسي، كسر بالباب الخشبي الجانبي لقاعة المعارض المطله على بهو المسرح والذي استخدمه المعتدين في الدخول لقاعة الفنون التشكيلية، العبث بمحتويات القاعة من خامات وأعمال رواد الفنون التشكيلية بقصر الثقافة، كما تم التعدي السافر على مقتنيات الفنون التشكيلية من أعمال الفنانين المعاصرين والتي كانت تستخدمها إدارة الفرع في تزيين حوائط بهو المسرح "المدخل الرئيسي لقصر ثقافة سوهاج"، ومكتب المدير العام "قاعة كبار الزوار". وانحصرت الاضرار التي لحقت بالأعمال في تمزيق وقطع لعدد خمس لوحات فن تشكيلي لمجموعة من الفنانين هم هالة عامر، فتحي عفيفي، إبراهيم الطنبولي، الفنان والناقد عز الدين نجيب، فيروز عبد الباقي، وعاطف أحمد؛ حيث تم كسر الزجاج الخارجي وتمزيق لوحة هالة عامر، ومساحتها 68×98سم، وكسر البرواز الخارجي واختفاءة تماما للوحة فتحي عفيفى؛ حيث وجد العمل ملقى على أرضية القصر مع محاولة لحرق أحد أطرافة، وتمزيق لوحة فيروز عبد الباقي -زيت على توال 70×50 سم - مع بقاءها على الإطار الخارجي، وكسر وخلع الإطار الخارجي للوحة إبراهيم الطنبولي وقطع بوسط اللوحة - 60×45سم، اكريلك على توال -، وخلع لوحة لعز الدين نجيب " النيشان 1990" من الإطار الخارجي، وكسر إلى ثلاث أجزاء - زيت على خشب -. أما لوحة عاطف أحمد -120×120 سم، اكريلك على خشب – فقد حدث شرخ بالجزء العلوي للوحة، وفقد جزء من وسط اللوحة وطرفها السفلي. وتم أيضا كسر فى الزجاج الخارجي مع بقاء الأعمال بحالة جيدة لعدد ست لوحات للفنانين: ميرفت الشاذلي، آية فؤاد مدني، إبراهيم غزالة، ومحمد الطراوي. بالإضافة إلى كسر لأجزاء من عدد اثنان من الأعمال النحتية أحدهما حجر للفنان محمد اللبان، والآخر من البوليستر للفنان ضاحي عارف، في حين بقاء العمل النحتي للفنان ممدوح الكوك بحالة جيدة وبدون أى خدوش نظرا لأنه من الجرانيت الأسود . كما فقد خمس لوحات اثنان منهم لعمر الفيومي 67×48 سم، بورترية لفتاه اشبه بوجوة الفيوم خامات مختلفة بألوان الجواش والورق المذهب على كارتون، مثبتة على خلفية كانسون أزرق غامق، سعرها بكشف المقتنيات بالمخازن 3000 جنية. ولوحة لعبد الوهاب عبد المحسن، ولم تكن بيانات اللوحة مسجلة بالدفاتر الرسمية للفرع، وهي أبيض وأسود بالقلم الرصاص على ورق، بمقاس 100× 70 سم، ولم يتم العثور إلا على ملصق بالسعر واسم الفنان كان ملقى على الأرضية مكان الحادث غير مسجل به إلا (عبد الوهاب عبد المحسن 2000 جنية)". كما تم فقد جزئين من لوحة "المولد" لعمار أبو بكر؛ حيث تتكون اللوحة من ثلاث أجزاء 97×77سم، طباعة ملونة على ورق، استخدم فيها الفنان ألوان ساخنة بالخلفية يغلب عليها الأصفر والبرتقالي، تعلوها رسوم خطية باللون الأسود أشبة بالاسكتشات السريعة لمجموعة شخوص، وسعرها بكشف المقتنيات بالمخازن 3000 جنية للأجزاء الثلاثة. كما وجدت بعض المقتنيات بفرع ثقافة سوهاج غير مدرجة بالكشوف والدفاتر الرسمية منها لوحة للفنان حمدي أبوالمعاطي، إلى جانب لوحة من جزئين للفانة إيمان عزت أيضا غير مدرجة بالكشوف. وقد أسفر هذا الحادث عن اكتشاف عدم وجود أرشيف مركزي مصور لمقتنيات الهيئة العامة لقصورالثقافة بكل فرع ثقافي يمكن من خلاله نشر صور لما فقد من أعمال أو الاستعانة به في أعمال الترميم للأعمال التالفة، كما ييسر عملية الرقابة والمراجعة الدورية للأعمال لحمايتها من السرقة وأعمال العاملين غير المؤهلين ببعض المواقع الثقافية. بالإضافة إلى استخدام مقتنيات الفنون التشكيلية في تزيين مكاتب المديرين العموم والاستراحات وممرات المواقع الثقافية دون عمل كشوف مفصلة بموقعها، والذي تسبب في صعوبة كبيرة في حصر ما فقد منها، هذا بالإضافة لكون هذه الأعمال مسجلة بالكشوف الرسمية لمخازن الفرع ضمن عهدة العمال ومعاوني الخدمات يجعلها عرضة للتعدي مما يستوجب عمل قرار بضرورة وجود إشراف من قبل أخصائي الفنون التشكيلية بالفروع والإداريين مشرفى الأنشطة، وجعل مسئولية مقتنيات مهمة ثقافيا مثل هذه اللوحات مسئولية مشتركة تقديرا لقيمتها وقيمة أصحابها فنيا وأدبيا. وأفاد د. هيثم عبد الحفيظ بأن تقرير القصر أرفق بتوصيات جاء بها ما يلي: تخصيص قاعات أو أجزاء من قاعات العرض لعمل متاحف مصغرة للفنون الحديثة على غرار متحف الفن الحديث بفرع ثقافة الجيزة وجامعة المنيا، أو تخصيص أسبوع شهريا لعرض مقتنيات قسم الفنون التشكيلية بفرع ثقافة سوهاج بشكل دوري كمرجع تشكيلي ونوع من أنواع تنشيط ذاكرة متذوقي الفن التشكيلى والارتقاء بالزائقة الفنية لرواد الفنون التشكيلية بالمواقع الثقافية البعيدة عن العواصم الرئيسية. توفير متابعة دورية لأقسام الفنون التشكيلية بالأفرع الثقافية والعاملين بها من قبل الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية لضمان عدم التقاعص والاهمال في اداء العمل. توفير دورات تدريبية لاخصائي الفنون التشكيلية والعاملين بها في كيفية العرض وتنسيق المعارض والأرشفة وتوثيق الأعمال الفنية الهامة. يذكر أن اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج تفقد أعمال الترميم بقصر ثقافة "سوهاج" يوم 4 سبتمبر الماضي. ويعد قصر ثقافة "سوهاج" من أفضل قصور الثقافة في مصر حيث يوجد به أقوى أندية للأدب على مستوى الجمهورية، والتي تضم ما يزيد عن 45 شاعر، كما يوجد 5 فرق فنية وفرق للإنشاد الديني وقاعة للفن التشكيلي وهي مجهزة على أعلى مستوى، كما يوجد أيضا فرقة للموسيقى العربية وهي على مستوى عال من الكفاءة.