300 عنصر إجرامي حاصروا مركز الصف 6 ساعات انتهت بحرقه وتهريب 14 متهماً وسرقة أسلحته. سحل مأمور ورئيس مباحث مركز أطفيح والاهالي انقذوهما قبل الفتك بهما. الأهالي ساعدوا بقدر الإمكان في حماية الضباط ومنع ما حدث في كرداسة معهم. كادت أن تتكرر مأساة قسم كرداسة في منطقتي الصف وأطفيح، في شكل سحل وقتل لضباط وأفراد أمن علي يد مجموعات مسلحة وعدداً من المسجلين الخطرين، وهذا ما كشفته تحقيقات النيابة العامة التي أجرتها نيابة الصف، برئاسة هاني شتا وبمعاونة فريق من النيابة، بعد إلقاء الأجهزة الأمنية القبض علي 10 متهمين من المتورطين في إقتحام مركز الصف وإشعال النيران به، وجار البحث عن مقتحمي مركز أطفيح ومحرضيهم. هجوم ال 300 وأطلعت شبكة الإعلام العربية "محيط" على تفاصيل التحقيقات التي استمرت أكثر من 48 ساعة باشرها عمرو جمال -مدير نيابة الصف- والتي أثبتت أن اقتحام مركز شرطة الصف، بدأ حوالي الساعة الحادية عشر ظهر يوم 14 اغسطس الماضي، أثناء قيام قوات الأمن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث خرجت أعداد قاربت 300 شخصاً من المنتمين إلي جماعة الإخوان المسلمين –بحسب التحقيقات- حاصروا مركز الشرطة بعد اتفاق قيادات الجماعة مع أعداد من المسجلين خطر والاعراب من مركز الصف. وقاموا جميعاً بتنفيذ الاقتحام مقابل مبالغ مالية متفق عليها، وبدأوا في تضييق الحصار علي ضباط وأفراد المركز الذين تعاملوا مع المهاجمين وأطلقوا عليهم أعيرة نارية في الهواء من أسلحتهم الميري، رداً علي كثافة الأعيرة النارية التي أطلقها المتهمون من الرشاشات متعددة الطلقات والأسلحة الاّلية. وأضافت التحقيقات التي شارك في إجرائها أحمد صلاح -مدير نيابة الصف- أن تعامل القوات استمر مع محاولات الاقتحام لأكثر من 6 ساعات متواصلة، وأنتهي التعامل بانتهاء ذخيرة القوات التي اضطرت للانسحاب قبل الفتك بهم علي أيدي المتهمين. دور عائلات الصف وتبين أن الأحداث في الصف كانت أقل حدة من مركز كرداسة، نظراً لقيام الأهالي بحماية الضباط والأفراد قبل سحلهم وقتلهم، حيث أخذهم البعض في منازلهم -التي تعد منازل عائلات كبري لا يستطيع احد الإقتراب منها- كما أشارت التحقيقات إلى أن الأحداث أسفرت عن حرق مركز الشرطة بالكامل، فضلاً عن تهريب 14 متهماً من المحتجزين داخل المركز، والاستيلاء علي 3 طبنجات، إحداها خاصة بضابط شرطة كان محتفظاً بها داخل دولاب باستراحته والاخرتين خاصتين بفردي شرطة. قيادي بالجماعة وذكرت التحقيقات عدة اسماء من المتهمين الرئيسيين المحرضين علي الأحداث حيث تبين أن شخصاً يدعي "م . ا" من أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالصف، يمتلك عقاراً مواجهاً لمركز الصف، وقد قام بفتحه للمشاركين في عملية الإقتحام، الذين اعتلوا أسطح العقار واحتلوا نوافذه لإطلاق النيران علي ديوان المركز. في حين كشفت التحقيقات التي اجريت باشراف المستشار ياسر التلاوي -المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية- أن أفراداً من أعراب العمايرة، وأعراب القناصين، اشتركوا في الهجوم علي المركز بعد الاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أنهم يمتلكون كميات هائلة من الذخيرة والأسلحة، كما تبين مشاركة متهمين صادر ضدهم أحكاما بالإعدام في اقتحام المركز. لسنا جناة وتبين أن أحد المتهمين العشرة المضبوطين قيادي بالجماعة -يبلغ من العمر 69 عاماً، ويعد من أحد المحرضين الرئيسيين- ومتهم اّخر -محامي بالنقض- كما عثر بحوزة متهم علي مبلغ 22 ألف جنيه، وكمية ضخمة من ذخيرة متنوعة، منها طلقات روسي وتركي، وبسؤاله عن المبلغ وسبب وجوده في منزله وعما إذا كان سيتم استخدامه في شراء أسلحة أو توزيع أموال ؟ قرر المتهم في التحقيقات أمام عمرو جمال، وأحمد صلاح -مديرا نيابة الصف- أن الاموال ملكه وليس لها أي غرض تخريبي ولم يكن ينوي استخدامها في تمويل أي عمل إرهابي. وأضاف، أنه لاينتمِ من الأساس إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أكده باقي المتهمين الذين قالوا "أنهم ليس لهم صلة بالأحداث ولا ينتمون إلي الإخوان المسلمين" . من جهتها حرزت النيابة طبنجتين عيار 6 مم و 6 ونصف مم، فيما كشفت التحقيقات عن أن المتهمين المضبوطين وأخرين قاموا بحرق مبني مجلس المدينة، ووجهت النيابة للمتهمين اتهامات الإنضمام لجماعة محظورة، وسرقة مهمات مجلس المدينة، ومقاومة السلطات، وتخريب ممتلكات عامة، وحيازة أسلحة نارية، وذخيرة بدون ترخيص، وإضرام النيران في منشاة حكومية، وأمرت النيابة بحبس المتهمين العشرة 15 يوماً علي ذمة التحقيقات، بينما أمرت بضبط وإحضار 16 متهماً أخرين، وطلبت التحريات حول هوية باقي المتهمين. أطفيح تعاني اما فيما يخص مركز شرطة أطفيح، فلم يختلف الأمر كثيرأ، حيث قام المئات أيضاً من جماعة الاخوان المسلمين بمحاصرة مركز الشرطة وحرقه عن اّخره، وقام المقتحمون بسحل وضرب المأمور ورئيس المباحث، إلا أن الأهالي تمكنوا من انقاذهما قبل الفتك بهما، وكشفت التحقيقات التي أجراها فريق نيابة الصف، أن مسجلاً يدعي ابراهيم الطباخ -من عائلة الطباخ المعروف عنها الإجرام بالقرية- قام بالتعدي علي المقدم محمد فيصل -رئيس مباحث مركز أطفيح- وخرج به إلى خارج القسم وسحله في الشارع، الأمر الذي أدى إلى إصابته بغيبوبة سكر، لكن الأهالي تمكنوا من انقاذه واخذه الي منزل احدهم حتي حضر اهله ونقلوه الي المستشفي. كما تكرر ذلك مع العميد ابراهيم عبد الرازق -مأمور المركز- عندما ألتف حوله عدد من المتهمين الخطرين وقاموا بطعنه في عدة مناطق بجسده، لكن الاهالي سارعو بنقله لمنزل عائلة كبيرة، فلم يتمكن أحد من الإقتراب منه. حصار الأعراب وكشفت التحقيقات أن حملات من الأعراب حاصرت وأقتحمت المركز بالتعاون مع الإخوان بعد اتفاق بينهما علي تقاضيهم ما يقرب من 2 مليون جنيه مقابل تنفيذ الإقتحام، وتبين أن الأعراب استخدموا الرشاشات المتعددة في الهجوم.وتبين من تحقيقات عمرو جمال واحمد صلاح - مديرا نيابة الصف- أن الهجوم استمر علي مركز أطفيح منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتي الساعة السادسة مساءً اي ما يقرب من 10 ساعات متواصلة من إطلاق النيران الكثيف، انتهى بحرق المركز بالكامل، وتفحم جدرانه ومحتوياته، فأمرت النيابة برئاسة هاني شتا، بضبط وإحضار المتهمين الرئيسيين في الأحداث من المحرضين، وطلبت التحريات من أجهزة البحث الجنائي والأمن الوطني تحديد هوية باقي الجناة .