ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أنه بينما يحتدم الخلاف والتوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة بشأن الأزمة السورية، يلوح في الأفق شئ مشرق تجلى في محاولات البلدين لرأب الصدع واقامة السلام بينهما عقب عقود من التوتر والصراعات. واستدلت الصحيفة على طرحها في هذا الصدد بذكر أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني أبدى دفاعا أضعف مما كان منتظرا منه لدعم موقف الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ربما يكون الحليف الأقرب لإيران، بالرغم من اصرار روحاني حتى الآن على عدم انتقاد الأسد على الاستخدام المزمع للأسلحة الكيماوية. وقالت "إنه رغم تصريح روحاني بأن بلاده لن تغير سياستها حيال سوريا - والمتمثلة في معارضة أي ضربات أمريكية ضد دمشق- إلا أن ما يلفت النظر في هذه التصريحات هو ضعف نبرة الرئيس الإيراني الداعمة لسوريا، وذلك في الوقت الذي تقترب فيه الولاياتالمتحدة من ضرب سوريا وهو الوقت الذي كان من المنتظر أن يكون صوت الرئيس الإيراني هو الأعلى في المنطقة لدعم الأسد وانتقاد نظيره الأمريكي باراك أوباما". وأضافت "إن هناك نقطة تعود لتاريخ العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة وتتمثل في تصارع كل منهما في بسط النفوذ في المنطقة؛ فبينما تدعم إيران نظام الأسد بقوة وتعمل على إبقائه في السلطة، ترغب واشنطن في العكس تماما- ولذا فربما يعتقد المرء أن ضرب سوريا سوف يعد انتكاسة كبيرة في مستوى العلاقات بين طهرانوواشنطن ويقضي على جهود السلام الوليدة في المنطقة ولكن حتى هذا السيناريو محفوفا بالعداء والشك في الوقت ذاته". وأوضحت الصحيفة أن الزعماء الجدد لإيران لا يواجهون فقط الضغوط المحلية التي يمارسها المتشددون لحث الحكومة على الوقوف في وجه الولاياتالمتحدة، لكنها حرصت أيضا على توجيه رسائل سلام وتسوية في الوقت الذي كان من المفترض لها أن تفعل العكس تماما. ولفتت الصحيفة إلى أن روحاني ما لبث أن خفف من وطأة نبرته تجاه الولاياتالمتحدة بل وصرح مرارا برغبته في إبرام تسوية وإقامة السلام مع واشنطن، فضلا عن قراره بتعيين الدبلوماسي محمد جواد ظريف، والذي تعلم في الولاياتالمتحدة ولعب دورا بارزا عام 2003 في طرح اتفاقية سلام مع واشنطن لكنها رفضت من جانب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، كوزيرا للخارجية.