في خطابه الأول بعد أداء اليمين الدستورية رئيسا لإيران. دعا حسن روحاني الغرب للتوقف عما اسماها بسياسة العقوبات التي و صفها بغير المجدية داعيا الغرب لبدء حوار مع إيران مبني علي الاحترام التبادل. قائلاً اذا ما اردتم حلا تحدثوا الي ايران عبر لغة الاحترام. وليس عبر لغة العقوبات. واضعاً ما يمكن تسميته بشروط للتفاوض وهي بناء الثقة المشتركة والاحترام التبادل مع تخفيض معدل العدائية صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية رأت في خطاب روحاني إعادة لروح الدبلوماسية في العمل السياسي الايراني الذي اتسم بالتصادم في عهد الرئيس السابق احمدي نجاد . ذكرت الصحيفة ان هناك معاني أخري لم تقل في خطاب روحاني و هي حضور السفراء وممثلي الدول الغربية لمراسم حلف اليمين في خطوة هي الاولي منذ الثورة الايرانية 1979. واعتبرت الصحيفة أن هذا يبشر بتغيير مزمع في السياسية الايرانية تجاه الغرب الذي طالما وصف بالعدو. لكن الكثير من المحللين يرون انه من غير المنطقي انتظار تغييرات كبري في السياسات الخارجية الايرانية تجاه عدد من القضايا المهمة كالملف السوري حيث أكد روحاني انه سيستمر في دعم نظام الرئيس بشار الاسد. مشدداً قبل ادائة اليمين علي ان "لاقوة في العالم تستطيع التأثير علي العلاقات بين إيران و سوريا". ايضاً يبقي الوضع علي ماهو عليه فيما يتعلق بإسرائيل التي و صفها روحاني بالدولة التي تسرق الحدود و التاريخ. ومع ذلك. فإن أغلب الاتجاهات التي رصدها المحللون حول العالم تشير إلي سعي روحاني لحل جاد مع أوروبا والولاياتالمتحدة في سعي لحلحلة الضغوط الاقتصادية التي تعانيها بلاده جراء العقوبات الاقتصادية حيث فقدت ايران اكثر من ثلثي قيمة عملتها في مواجهة الدولار الامريكي منذ عام 2011 نتيجة التضييق علي صادراتها النفطيه إضافة إلي منع التحويلات المالية الكبيرة منها واليها عبر شبكات البنوك العالمية. وما يعكس هذا السعي من قبل روحاني اختياره لسفير إيران السابق في الأممالمتحدة محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية وهو شخصية دبلوماسية تحظي بالاحترام ومعروفة لكبار المسئولين الأمريكيين بمن فيهم نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع تشاك هاجل. فقد قال علي فايز المحلل المختص بالشئون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة رويترز ان ¢مهارات ظريف الفريدة تسمح له بسد الفجوة الكبيرة من المفاهيم الخاطئة بين إيران والغرب ليس هناك من هو أنسب منه لتولي تلك المهمة الثقيلة المتمثلة في إنهاء عزلة إيران في هذا الوقت. غير أن أي اقتراحات جديدة تخص هذا الملف يجب أن تنال موافقة علي خامنئي الذي يتبني موقفا متشددا مناوئا للغرب منذ أن أصبح الزعيم الأعلي الإيراني في عام 1989 وهو ما يطرح سؤالاً حول موقف الجانب المتشدد في ايران من مثل هذا السعي الذي يتبناه الرئيس الجديد هل ستتاح له الفرصة ام ان مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يمثل الجهة الرقابية الاعلي علي اداء الحكومة في ايران سيكون له رأي اخر الامر الذي يعني الصدام بين السلطة الروحية متمثلة في المجلس و المرشد الاعلي للثورة الايرانية وسلطة الرئيس التنفيذية. الولاياتالمتحدة من جانبها قالت علي لسان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان تنصيب الرئيس روحاني يمثل فرصة لإيران للعمل بسرعة علي ايجاد حل بواعث القلق العميقة لدي المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي لإيران أضاف "اذا اختارت تلك الحكومة الجديدة الانخراط بشكل جوهري وعلي محمل الجد للوفاء بالتزاماتها الدولية والتوصل لحل سلمي لهذا الموضوع فستجد الولاياتالمتحدة شريكا مستعدا". وهذا الموقف الأمريكي قد يعطي املا قويا في المستقبل لانهاء احد الملفات الاكثر اثارة للجدل في الشرق الاوسط . خاصة و إن إسرائيل تعتبر أن امتلاك ايران لسلاح نووي يمثل تهديداً جديا عليها التصدي له حيث أكد مسؤلون اسرائيلون في اكثر من مناسبة ان عملاً عسكرياً ضد ايران يبقي امراً وارداً طوال الوقت. واخيرا يبقي لنا ان نشير الي المعلومات التي نشرها معهد دراسات العلوم العسكرية الامريكي الذي يقول ان ايران الان علي اعتاب نسبة ال20% من تخصيب اليورانيوم بعد ان ادخلت قربة ال126 جهازاً للطرد المركزي في الخدمة وهو ما يجعلها تنتج قضبان الوقود الخاصة بها مع انباء عن ادخال عدد غير محدد من اجهزة الطرد المركزي الي الخدمة خلال الاسابيع المقبله الامر الذي يؤكد ان ايران ماضية قدما في سعيها لتخصيب اليورانيوم وهو ما تراه الولاياتالمتحدة والغرب علي انه سعي لامتلاك قنبلة نووية والسؤال إذن: هل يتمكن روحاني من حل المعادلة الصعبة المتمثلة في إرضاء الغرب دون الصدام مع السلطة الأعلي في إيران.