أكد أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة الدكتور محمد عناني الحائز على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة أن الترجمة الأمينة هى قناة التواصل ووسيلة التقارب والتفاهم بين الشعوب في عصر يجب أن يسود فيه الحوار والتعايش بديلا عن التصادم بين الحضارات والأديان.
وقال عنانى - في تصريحات لصحيفة الوطن السعودية اليوم - إن الترجمة جهد صامت يستغرق ساعات طويلة متصلة يتعلم فيها المترجم كل يوم شيئا جديدا، ويزيد من خبرته على مر الأيام ، مشيرا إلى أنه إذا كان الغرب قد سبقنا فى بعض المجالات العلمية فى العصر الحديث فهو لا ينكر فضلنا عليه إذ بدأ تقدمه بالترجمة من العربية، ونحن نساير التقدم العلمي العالمي الآن معتمدين على لغات غير عربية.
وأعرب عنانى عن تقديره لاهتمام خادم الحرمين باللغة العربية مشيبرا إلى أن الأمل معقود أن نحيى ماضينا العلمي العريق وننافس غيرنا في التفكير العلمي بالعربية، حتى ندحض المقولة القديمة التى يصدقها البعض وهى أن اللغة العربية لغة أدب لا لغة علم.
وشدد على أن الترجمة هى قناة التحاور الذي نحتاج إليه اليوم بديلا عما يشيعه البعض من تصادم أو صراع، فكل كتاب أو موضوع يترجم يعتبر لبنة تضاف إلى صرح التواصل، وتجاوز أي عقبة فى الفهم من شأنها تشويش صورة الغير أو ما يسمى ب"الآخر" وتأكد هوية كل ثقافة وقدرتها على التلاقى مع غيرها من الثقافات المختلفة، مهما تبلغ درجة الاختلاف.
وقال عناني: نحن نعيش اليوم في عالم يزداد تقارب أبنائه الذين ينتمون إلى حضارات وثقافات مختلفة، ولكن هذا التقارب يتوقف في حقيقته على التفاهم، ومن أسلم السبل وآمنها لتعزيز هذا التفاهم المنشود سبيل الترجمة الدقيقة الأمينة ما بين لغات البشر.
ووصف عنانى الجائزة بأنها تكليل لجهوده على مدى 50 عاما في مجال الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وإليها، معتبرا الجائزة حافزا له لمواصلة العطاء بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء، جراء حادث توقف بسببه عدة شهور عن الترجمة، وجاءت الجائزة أشبه بمهماز يدفعه وغيره للعمل الدؤوب على حد تعبيره.
على جانب أخر، يفتتح المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر غدا الثلاثاء بجامعة بكين أعمال الملتقى الرابع لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة الذى تنظمه المكتبة ضمن فعاليات حفل تسليم الجائزة بالعاصمة الصينية بكين.