أدت الفيضانات التي شهدتها مالي إلى مقتل 34 شخصا على الأقل في باماكو كما تسببت في خسائر جسيمة. ووفقا لما جاء على قناة "فرانس 24" فقد خلفت الأضرار الناجمة عن هذه الفيضانات عددا كبيرا من المنكوبين والمشردين والنازحين. ومن جانبها تقول ساران كامارا التي تقيم في منطقة ضربتها الفيضانات التي اودت بحياة 34 شخصا في باماكو والحقت خسائر بأخرين قالوا انهم فقدوا كل شىء "اذا بقيت هنا سيموت اطفالي." وقالت هذه السيدة وهي ام لستة اولاد في تاليكو الحي الشعبي في العاصمة المالية "هذا الوضع يؤرقني ويمنعني من النوم." وأكد مسؤول في اعمال الإغاثة أن 34 شخصا لقوا مصرعهم بعد الفيضانات التي نجمت عن الأمطار الغزيرة التي هطلت الاربعاء لساعات فوق العاصمة المالية المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2,5 مليون نسمة. وتاليكو وحي لافيابوغو المجاور غرب وبانكوني شرق من المناطق الاكثر تضررا اذ ان البناء فيها عشوائي والبيوت مشيدة بالطين المجفف. ويحاذي حي لافيابوغو واحدة من التلال المحيطة بالعاصمة التي تقع على ضفتي نهر النيجر وحولها عدد كبير من المستنقعات وكذلك في جيب يضم مساحات شاسعة من المياه الراكدة التي غطاها في السنوات الاخيرة نشاط عمراني عشوائي واسع. ويعمل سامبا غيندو زوج ساران كامارا سائقا. ويؤكد باسف "فقدت كل أوراقي وبطاقاتي. تمكنت من انتشال بعض الملابس التي كانت تقوم زوجتي بغسلها." اما يوبا كوليبالي الذي يعيش في لافيابوغو منذ 1992، فقال انه "لم ير خسائر" مثل تلك التي سببتها امطار الاربعاء. ورأى ان "المسؤوليات تتقاسمها" السلطات والسكان، لكن السلطات تتحمل "جزءا اكبر" منها في السنوات الاخيرة. واضاف "لا ينبغي ترك السكان يبنون مساكن على اطراف المستنقعات." ودمرت الامطار الكثير من هذه المنازل وخلفت الاضرار الناجمة عن الفيضانات عددا كبيرا من المنكوبين. واكد سيدو تراوري وهو تاجر يعمل في بيع مواد التجميل "خسرت كل شىء. المياه جرفت ثلاجتي ومعداتي وسيارتي وكل وثائقي.. المياه جرفت كل شىء." ووضع بعض المنكوبين ومن بينهم ساران كامارا وعائلتها في مواقع رسمية موقتة وخصوصا في مدارس. وفي باحة المدرسة اواني طبخ وناموسيات ونساء يقمن بغسل ملابس اتسخت بالطمي. ونقل هؤلاء المنكوبون الى المدرسة بانتظار بدء السنة الدراسية في تشرين الاول/اكتوبر كما اوضح مديرها عبدول كوناتي. وقال "انهم ثمانون شخصا نصفهم من الاطفال. انهم يحتاجون للمال والملابس". واضاف "قالوا انهم فقدوا كل شىء." ومن الواصلين الجدد بوبكر كوليبالي الضرير الذي جاء الى المدرسة بدون زوجته وابنائه الستة الذين "لجأوا الى منزل عائلتها." وانتقل عدد كبير من الضحايا للاقامة لدى اقربائهم. وقال كوليبالي "انهار منزلي تحت الامطار وليس لدينا شىء نأكله ولم نتلق اي مساعدة". واكد ساتيغي كامارا (25 عاما) الذي كان يستند الى جذع شجرة في باحة المدرسة وفي عينيه حزن عميق "انني المعيل الوحيد لوالدتي ووالدي توفي." واضاف "لا املك اي وسيلة او عمل للعيش. ساعدوني."