نصف أعضاء لجنة تحكيم الجائزة لا صلة لهم بالإبداع والعلم اليسار في مصر صار أكثر رجعية من اليمين قال المؤرخ المصري الدكتور قاسم عبده قاسم أن جوائز الدولة هذا العام ذهب بعضها لمن يستحقونها منذ عقود طويلة، ومنهم الدكتور مصطفى عبادي حائز جائزة النيل للعلوم الاجتماعية، والمؤرخ البارز الدكتور عاصم الدسوقي حائز الجائزة التقديرية بالعلوم الاجتماعية، والفنان الكبير أحمد نوار حائز تقديرية الفنون. وهناك جوائز أخرى ذهبت للمجاملة ومنها جائزة النيل للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، وكان يستحقها في مجال الأدب أسماء أخرى كالدكتور جابر عصفور أو الطاهر مكي أو حسين نصار ، برأيه. واعتبر قاسم في تصريح خاص ل"محيط" أن نظام التصويت لابد أن يعود لنظام الترشيح عبر لجان متخصصة، وليس عبر كافة أعضاء لجنة الجائزة والتي تنص لائحتها على أن يكون نصفهم من ممثلي النقابات والجامعات والوزارات، وبالتالي فهم ليسوا على دراية بإنتاج المتقدمين للجائزة، وغالبا ما يعتمدون في تصويتهم على ترشيحات الوزراء أو على الوجوه المعروفة إعلاميا، وبذلك تحولت الجائزة لما يشبه العلاقات العامة وليس جوائز الدولة. ويضيف قاسم بأن عددا كبيرا ممن حصلوا على جوائز التفوق هذا العام من العلماء الكبار ويستحقون جوائز أرفع، وربما نقولها صراحة أن الفائزين عادة تكون صلاتهم الاجتماعية قوية، أي شبكة العلاقات العامة لديهم بما في ذلك الظهور الإعلامي. أما عن ترشيحات الجامعات فعادة ما تكون لمجالس إداراتها وليس للأكفاء الحقيقيين ، وبالتالي يجب أن يكون الترشيح من قبل مؤسسات المجتمع المدني والرسمي أيضا، لضمان التنوع. وبسؤاله حول اتهام الجائزة بأنها كانت تمتنع عن رموز المعارضة قديما ثم أصبحت تمتنع عن العلماء والمبدعين في التيارات الإسلامية المعارضة، أكد المؤرخ قاسم عبده أن ذلك أمر صحيح، والغريبة أن اليسار في بلادنا لم يعد يسارا فهو يتصرف بشكل رجعي خاصة في الآونة الحالية ، ومن هنا وجب المناداة بمعايير واضحة للجائزة حتى لا تتحكم بها الأهواء. وبشكل عام يرى المؤرخ أن الجائزة هذا العام أكثر اعتدالا من سنوات أخرى سابقة؛ فقد فاز بها مثلا من قبل الباحث "سيد القمني" والذي ادعى حصوله على الدكتوراة زورا وكشفه الدكتور قاسم كما يؤكد لمحيط . والفكرة كانت منح الجوائز لمعادي الفكر الإسلامي المحافظ . ويضيف قاسم : حصلت على ثلاث جوائز من الدولة، وبالتالي فنقدي لها ليس طلبا لمنفعة شخصية . أخيرا اعتبر الدكتور قاسم أن الثقافة "مؤممة" لمصلحة الدولة ووسائل النشر معظمها في يد الدولة والفضائيات الخاصة بعيدة عن الثقافة الجادة لأنها ليس عليها طلبا جماهيريا عاليا، حتى أن برامج الإذاعة الثقافية تتوارى خجلا أمام البرامج السياسية التي تلاحق ما يستجد في واقعنا البائس ، وقديما كانت الثقافة بها اتزان والجوائز أيضا وكان هناك تشجيع لقيم العلم والإبداع .