اهتمت الصحف الخليجية الصادرة اليوم في المملكة العربية السعودية ودولتي الإمارات وقطر بتطورات الوضع في مصر . ففي المملكة العربية السعودية ، ثمنت صحيفة "اليوم" مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنسانية والأخوية نحو مصر التي تواجه ظروفا استثنائية، حيث أمر بإرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية كاملة التجهيز للمساعدة في تقديم الخدمات الطبية للأشقاء المصريين الذين يتعرضون لموجة إرهاب عدوانية وحرب تشنها شبكات الظلام والجريمة لترويع الآمنين وزرع الفتنة والاضطرابات في أنحاء هذا البلد العربي المهم الذي تعرفه شعوب العالم مدافعا شجاعا وقويا عن الهوية العربية وقضايا الأمة ومصالحها. أما صحيفة "الوطن" فقد تساءلت: هل يقود عنف "الإخوان" إلى حظرهم؟؟ ، مشيرة إلى أنه لا يمكن تبرير تحويل الإخوان المسلمين في مصر للمساجد إلى نقاط للهجوم على المواطنين أو التحرك باتجاه المواقع الحكومية لتخريبها ، وكذلك استخدامهم للنساء والأطفال كدروع بشرية يحتمون بهم ، إلا بسوء النية سعيا لتحقيق مطالبهم في العودة للسلطة. وقالت إنه منذ عزلهم بقرار شعبي غير مسبوق حاول "الإخوان" أن يظهروا كضحايا بمساعدة بعض وسائل الإعلام ودعم قوى دولية غير أن إرادة الشعب ظلت أقوى من كل ذلك على المستوى الداخلي. وبدورها ، رأت صحيفة "عكاظ" أن هناك واجبا على كل دولة عربية وصديقة وكل رجل أعمال ومستثمر وكل الأصدقاء في الشرق والغرب، هذا الواجب يتمثل في ضرورة العمل المستمر والدائم باتجاه دعم جهود الحكومة المصرية في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية بل وحتى الحياتية. وتحت عنوان "دعم مصر .. واجب قومي" ، أشارت الصحيفة إلى أنه لا غنى للعرب عن مصر وعن دورها المهم في الأمن والاستقرار والسلم العربي، ولأنها كانت على مر العقود الدولة التي تحملت الكثير من الأعباء تجاه أشقائها العرب والمسلمين ، انطلاقا من دورها الإقليمي المهم، ومكانتها الرفيعة بين شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية. وشددت الصحيفة على أنه من المهم جدا أن تعود الحياة في مصر إلى طبيعتها المعهودة ، وأن تعود ظهرا لأشقائها العرب ، وأن تعاود ممارسة دورها الإقليمي والنوعي على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي. وكذلك رأت صحيفة "المدينة" أن مصر ظلت قوية شامخة تحتل موقعا بارزا على الخريطة الدولية منذ فجر التاريخ ، ليس فقط بتراثها الحضاري وعبقرية موقعها الإستراتيجي الفريد ، وإنما أيضا بعلمائها وأجنادها ومفكريها الذين ساهموا في صناعة تاريخ مجدها. وأشارت إلى أنه عندما يخاطب وزير خارجية مصر نبيل فهمي المجتمع الدولي بلغة رصينة مقنعة تتحلى بالعقلانية والمنطق والهدوء ، فإن على هذا المجتمع أن يصغي باهتمام إلى صوت مصر ، ويتفهم أنها تمر بمرحلة انتقالية استغرقت في بعض البلدان عدة قرون. وبينت أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر الآن سيتم على إثرها تحديد هوية مصر السياسية في أسرع وقت ممكن، بحيث لا يترك لأي طرف الانفراد بالقرار أو السلطة ، وبحيث لا يمثل المجتمع تيار الإسلام السياسي فقط، أو أي تيار بعينه. وفي دولة الإمارات ، اهتمت الصحف بتناقضات مواقف الدول الغربية تجاه الأحداث التي تشهدها مصر..مؤكدة أن القيادة المصرية تمضي على الطريق الصحيح لاستعادة الأمن والأمان وإعادة المسار السياسي إلى طريقه السليم بعد فترة قاتمة شهدتها البلاد . وتحت عنوان " تناقضات غربية في المسألة المصرية " ، أعربت صحيفة " الاتحاد " عن استغرابها من مواقف الدول الغربية من تطورات الأحداث في مصر.. وقالت إن مواقف هذه الدول تثير دهشة بالغة لدى الكثيرين في العالم العربي وخارجه حيث لا تزال الإدارة الأمريكية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي تنظر للمشهد المصري بانتقائية غير مسبوقة تركز فقط على ما تعتبره تظاهرات أو اعتصامات و تتناسى مع سبق الإصرار أن إطاحة نظام " الإخوان " في مصر كانت نتيجة هبة شعبية عارمة اجتاحت مصر كلها يوم 30 يونيو الماضي .. موضحة أنها تتجاهل كذلك عن عمد أن اعتصامات " الإخوان " في أرض الكنانة خرجت عن سلميتها واستخدم المشاركون فيها السلاح واستهدفوا الآمنين وعطلوا حياة الناس وأشاعوا حالة من الاستقطاب الضار بمستقبل البلاد. ورأت أن الأغرب أن الغرب الذي حارب الإرهاب عقودا طويلة وخاض ولا يزال معارك عنيفة في ساحات شتى لدحر تنظيمات متطرفة تستهدفه ومصالحه وتحرض عليه ليل نهار..تحول فجأة إلى التعاطف مع تيارات تتاجر بالدين وتنتهج العنف وترفع السلاح في وجه مواطنيها وتسفك الدماء وتستبيح المساجد والكنائس وتستهدف الممتلكات العامة والخاصة وتقتل عناصر الشرطة وتمثل بجثثهم حسبما شاهد الجميع على الشاشات خلال الأيام القليلة الماضية..وما تعرض له ضباط الشرطة في قسم كرداسة خير دليل على بشاعة من يدافع الغرب عنهم. وأكدت أن الغرب عندما يتصدى للمشهد المصري بتلك النظرة الانتقائية إنما يناقض نفسه مرتين الأولى عندما ينكر إرادة ملايين من المصريين الذين خرجوا في تظاهرات سلمية مناوئة لحكم " الإخوان " و يصر بدلا من ذلك على التشكيك في سقوط مرسي وجماعته ويلوح ويهدد باعتبار ما جرى " انقلابا"..وهو نفسه - الغرب - الذي أقر قبل أكثر من عامين بإرادة ملايين المصريين في 25 يناير 2011 ورحب بتنحي مبارك في فبراير 2011 . وأوضحت الصحيفة أن المرة الثانية التي يناقض الغرب فيها نفسه ويسير عكس قيمه المعلنة تتمثل في التغاضي عن العنف وحمل السلاح والخروج السافر على القانون واستهداف الجيش والشرطة في سيناء بهجمات متواصلة بالتزامن مع الاعتصامات..بما يعكس تنسيقا واضحا بين إرهاب " الإخوان " في عمق الوادي والدلتا وإرهاب التيارات المتحالفة معهم على الأطراف عند حدود مصر مع إسرائيل علما بأن هذا الغرب نفسه الذي يتشدق بالديمقراطية لا يتهاون أبدا مع أي تظاهرات تتجاوز حدود السلمية في شوارع مدنه..كما أنه يعتبر حدوده مقدسة لا يمكن التفريط في حمايتها. ودعت " الاتحاد " حكومات الغرب إلى العدل والمنطق في مواقفها..وأن تعيد النظر في قراءتها الانتقائية لمجريات المشهد المصري وأن تمد يد العون للقاهرة كي تتجاوز هذه المحنة التي صنعتها قوى التطرف والظلام .. مطالبة الغرب أن يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية فمصر الآن تواجه إرهابا صارخا ومحاولة مكشوفة لهدم أركان الدولة وإحداث فتنة بين المصريين وما تبقى من مؤسساتهم القوية وعلى رأسها الجيش المصري الذي حمى إرادة المصريين في 11 فبراير 2011 و30 يونيو 2013. ومن جهتها ، أكدت صحيفة "البيان" أن القيادة المصرية تمضي على الطريق الصحيح لاستعادة الأمن والأمان وإعادة المسار السياسي إلى السكة السليمة بعد فترة قاتمة شهدت فيها البلاد عنفا وإرهابا ونهجا تدميريا . وتحت عنوان " مصر نحو الأمام " ، أضافت الصحيفة أنه " بعد أن انزاحت الغمامة السوداء عن سماء مصر، فانه يجب فرز القوى الهدامة والقضاء عليها لكي لا تستمر في إفساد المجتمع وتعطيل العملية السياسية الواعدة بعد أن عاد المصريون ليشكلوا صفا واحدا ويدا واحدة تضرب من يحاول خلق إنقسامات في صفوفهم بحيث تكون الكلمة الفصل للقانون للقضاء على اى نشاطات أو حركات إرهابية . وجددت "البيان " تأكيدها أن أية عملية سياسية لا تستقيم بوجود مخربين لا هم لهم سوى اتباع عقيدة الوقيعة بين فئات الشعب والتغلغل كخلايا سرطانية في المجتمعات العربية والإسلامية بهدف هدم إنجازاتها .. معربة عن ثقتها بأن أشقاء مصر المخلصين وأصدقاءها الحقيقيين لن يتركوها وحدها في هذه المرحلة ولن يتخلوا عن دعمها ومساندتها حتى تستعيد عافيتها ودورها الكامل في المنطقة والعالم . وفي دولة قطر ، أكدت صحيفتا /الشرق/ و /الراية/ أن بلادهما قد بدأت جهودا دبلوماسية لمحاولة الوصول الى حل سياسي للازمة في مصر انطلاقا من دعم ثابت من القطريين وقيادتهم لمصر وشعبها دون تمييز او تفضيل أو تحيز .. مشيرة الى ما أكد عليه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بأن بلاده في علاقاتها الخارجية تتعامل مع الدول وليس الأشخاص أو الأحزاب أو التيارات الفكرية والايديولوجية وهو ما أوضحه الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أمس في باريس "من أن قطر تساعد مصر وليس جماعة الاخوان المسلمين " . وحذرت الصحيفتان من اقتراح رئيس الوزراء المصري المؤقت حازم الببلاوي بحل جماعة الإخوان المسلمين في مصر بشكل قانوني.. ورأت انه لن يقود إلا لمزيد من تعقيد وتأزيم الأوضاع بمصر وإذا ما نفذته الحكومة ستكون سابقة خطيرة في تاريخ الصراع السياسي المصري وستقود مصر إلى حرب أهلية الجميع في غنى عنها . وطالبت / الراية / قادة الحكومة المؤقتة والجيش بأن يدركوا أنه لا بديل عن الحوار الوطني لحل الأزمة الحالية وأن محاولات تأزيم المأزوم أصلاً بتقديم مشروع قرار لحل الإخوان المسلمين ما هو إلا صب الزيت على النار التي ستشتعل في الجميع وأن عليها أن تدرك أن مثل هذه المحاولات مضرة ليس بالأمن القومي المصري وحده واستقرار مصر فقط وإنما بالأمن القومي العربي وأن ذلك خط أحمر لا يجب على حكومة الببلاوي تجاوزه مهما كانت الخلافات السياسية فالحوار الهادئ كفيل بحلها ودعت الجميع الى العمل معا من اجل الخروج من الازمة الحالية وليس الدخول في أزمة جديدة .