علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الأحداث المؤسفة الأخيرة التي تعاني منها مصر، وأشارت إلى أن الهاوية التي تعاني منها البلاد في ظل الحكومة العسكرية الحالية ضخمة، وإذا كانت الحكومة تنفذ طموحها بتفكيك جماعة "الإخوان المسلمين" وتدميرها كقوة سياسية، فسوف تقوم بشيء أكبر، مما حاول "الديكتاتور" الرئيس الأسبق حسني مبارك القيام به. شددت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي، أنها قد تؤدي بهذا الطموح إلى تدمير البلاد أيضًا، وأن المظاهرات الحاشدة أمس الجمعة يعد علامة على أن النظام العسكري لا يمكنه إدارة البلاد بمفرده، وأن قدرة القوى المناهضة للانقلاب على شن مثل هذا التحدي المستمر مرارًا وتكرارًا في مواجهة الرصاص، هي مؤشر على ما يقف الحكام العسكريون الجدد ضده. وقالت الصحيفة، أنه ينبغي إعادة صياغة بعض الآمال الأساسية قبل أن يزداد عمق استقطاب المجتمع المصري، وأولى هذه الآمال، هي أن الصدمة الناجمة عن مقتل الرفاق المصريين سوف تعيد الجمع بين الشعب في نهاية المطاف، فإذا ازدادت صفوف المتظاهرين من قبل الليبراليين البارزين مثل الشاعر عبد الرحمن يوسف، يمكن إصلاح الانقسام بين الثوار العلمانيين والإخوان. وترى الصحيفة، أنه من شأن هذا الأمر أن يكون طريقًا للتقدم إلى الأمام، فالقوى التي استطاعت الإطاحة بالديكتاتورية السابقة، بإمكانها استبدال ديكتاتورية ثانية؛ حتى وإن كانت أكثر وحشية، أما الأمل الثاني فيكمن في أن تستمر المظاهرات المناهضة للانقلاب في التركيز على الانقلاب، وهذا ليس مؤكدًا في الوقت الحالي. وعن واقعة الهجوم على الكنائس، شددت الصحيفة على جماعة الإخوان بحماية المسيحيين، خاصة إذا لم تتخذ الشرطة أي موقف. وفي النهاية، أكدت الصحيفة أن الضغط الدبلوماسي من أوروبا له أهمية خاصة، مع إعلان الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية دعمه لما وصفه، بأنه "حرب مصر ضد الإرهاب"، مختتمة أن الحل الوحيد لضمان استقرار البلاد هو "العودة للشرعية الديمقراطية الكاملة".