قال الأنبا انجيلوس، أسقف الكنيسة القبطية المصرية في بريطانيا، إن البابا تواضروس الثاني اضطر لإلغاء أنشطة أسبوعية عامة في القاهرة بسبب مخاوف من هجمات يقوم بها أعضاء منتمين للإخوان المسلمين. جاء هذا بعد يوم من توجيه جماعات لحقوق الإنسان انتقادا للسلطات المصرية لما تعتبره "فشلا" منها في حماية المسيحيين. ويقول إسلاميون إن الكنيسة دعمت عزل الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، من منصبه. وقبل أسبوعين، قال الأنبا انجيلوس ل"بي بي سي" إنه لا يعترض على شكل الحكومة التي تقود مصر - حتى لو كانت إسلامية - طالما أن الحقوق الفردية تحظى بالاحترام وأن البلد قادر على الازدهار. والآن كشف الأسقف عن أن البابا تواضروس الثاني ألغى بعض الفعاليات العامة في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة بسبب تدهور الوضع الأمني. ومن المعتقد أن الفعاليات التي تم إلغاؤها هي محاضرات دينية يتلقى خلالها أسئلة من رواد الكاتدرائية، حيث يعتري البابا قلق إزاء احتمال تعرض رواد الكنيسة لهجمات. وأشار الأنبا انجيلوس في هذا الإطار إلى حوادث استهدفت مسيحيين في الآونة الأخيرة. وفي أحد الحوادث، حسبما يروي الأسقف، هاجم أشخاص كنيسة ورفعوا علم تنظيم القاعدة على أحد مبانيها، فيما اختبئ المصلون بالداخل. وقد سويت منازل ومحال تجارية لمسيحيين بالأرض، كما طالب أشخاص بصراحة، أثناء مداخلات في برامج تلفزيونية، بالقضاء على غير المسلمين في البلاد، بحسب الأنبا انجيلوس. ويرى مراقبون أن المسيحيين في مصر مستهدفون منذ فترة طويلة من قبل إسلاميين ساخطين، يتهم كثير منهم الكنيسة على نحو صريح بلعب دور في عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه. وعندما أعلن وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، عزل مرسي في خطاب متلفز، ألقى كل من البابا تواضروس وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، بيانا بشأن الحدث. وحينها قال البابا تواضروس إن "خارطة الطريق"، التي أعلنها وزير الدفاع، قد رسمها أناس شرفاء واضعين مصالح مصر في قلوبهم. واعتبر إسلاميون هذا بمثابة علامة على أن الكنيسة شاركت في التخطيط للإطاحة بزعيمهم. ويوم الأربعاء، وجهت 16 منظمة مصرية لحقوق الإنسان انتقادا لما اعتبرت أنه "فشل" من الحكومة في حماية الأقباط، واتهمت قيادات الإخوان المسلمين باستخدام "خطاب من الكراهية" لتحقيق مكاسب سياسية. وشددت المنظمات على أن أسلوب الحكومة "التقليدي" لوقف الهجمات العنيفة من خلال "الوساطة" غير فعال. وطالبت المنظمات بفتح تحقيق مستقل في السبب وراء عدم توفير قوات الأمن "الحماية الملائمة" للمسيحيين وممتلكاتهم، على حد قولها.